العرايشي بين فقدان الثقة وتأهيل الشرفة الأطلسية: سؤال الهدم بدل الترميم

بقلم أنوار العسري

يعيش المواطن العرائشي حالة من التوجس المستمر إزاء المشاريع التي تُطلق في مدينته، حيث أصبحت الخيبات المتكررة من النتائج النهائية للمشاريع عنواناً بارزاً في ذاكرته الجماعية. وتأتي هذه الحالة نتيجة تجارب سابقة عانى فيها المواطن من الوعود الكبيرة والتنفيذ المتواضع، الأمر الذي أدى إلى فقدان الثقة بالمبادرات التي تُطلق تحت مسمى “التأهيل” و”التطوير”.

الشرفة الأطلسية: من معلم تاريخي إلى نقطة جدل

من بين المشاريع التي أثارت جدلاً واسعاً في الآونة الأخيرة، مشروع تأهيل الشرفة الأطلسية. هذا المعلم البارز، الذي يمثل جزءاً مهماً من هوية المدينة، وجد نفسه في قلب الجدل بعد أن قررت الجهات المعنية هدمه بدلاً من ترميمه. هذه الخطوة أثارت استياء واسعاً لدى سكان المدينة، الذين كانوا يأملون في تحسين الشرفة الأطلسية مع الحفاظ على طابعها الأصلي.

وحسب الصور الترويجية التي تم تداولها قبل بدء المشروع، كانت الآمال معقودة على رؤية الشرفة بحلة جديدة تعكس جمالية الموقع وروحه التاريخية. إلا أن التنفيذ جاء مخالفاً لتوقعات المواطنين، حيث بدا وكأن الهدف لم يكن الحفاظ على هوية المكان بقدر ما كان تغييره بشكل جذري، ما دفع الكثيرين للتساؤل: لماذا هدم الشرفة الأطلسية بدلاً من ترميمها؟

التأهيل المشبوه: أزمة ثقة

يرى كثير من العرايشيين أن ما يحدث ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة من “التأهيل المشبوه”، حيث تكون النتيجة غالباً بعيدة عن تطلعات السكان. هذه الخيبات المتكررة جعلت المواطن العرائشي ينظر بحذر إلى كل مشروع جديد، خوفاً من أن يكون مصيره الفشل أو عدم احترام هوية المدينة.

الحفاظ على التراث: أولوية مغيبة؟

يرى خبراء أن الشرفة الأطلسية كانت بحاجة إلى عملية ترميم مدروسة تعيد لها بريقها وتحافظ على طابعها التراثي دون اللجوء إلى الهدم الكلي. فالترميم هو الحل الأمثل للحفاظ على هوية الأماكن التاريخية وتجنب تشويه معالمها.

دعوة إلى الشفافية والمشاركة المجتمعية

لإعادة بناء الثقة بين المواطن والجهات المسؤولة، لا بد من اعتماد الشفافية في طرح المشاريع وتنفيذها، إضافة إلى إشراك المجتمع المحلي في اتخاذ القرارات. فالعرايشيون ليسوا ضد التطوير، بل هم بحاجة إلى مشاريع تحترم هويتهم وتلبي تطلعاتهم.

ختاماً، يبقى الأمل قائماً في أن تكون هذه التجربة درساً مستفاداً يدفع نحو تحسين طرق التعامل مع مشاريع المدينة مستقبلاً، بعيداً عن العشوائية والهدم غير المبرر.

الصورة 1 قبل المشروع سنة 2007


الصورة 2 للمشروع الموعود سنة 2009


الصورة 3 النتيجة النهائية 2023


الصورة 4 عملية الهدم 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *