استئناف تجريبي للنشاط التجاري بين المغرب وإسبانيا عبر معابر سبتة ومليلية

استئناف تجريبي للنشاط التجاري بين المغرب وإسبانيا عبر معابر سبتة ومليلية

أفادت تقارير صحفية إسبانية عن بدء عمليات تجريبية لاستئناف النشاط التجاري بين المغرب وإسبانيا عبر معابر سبتة ومليلية بعد سنوات من الإغلاق. وأشارت صحيفة “الفارو دي سوتا” إلى عبور شاحنة محملة بمنتجات تنظيف من سبتة المحتلة إلى الأراضي المغربية يوم أمس الأربعاء، في خطوة اعتُبرت ثمرة للتنسيق الدبلوماسي بين الجانبين.

تمت العملية بعد موافقة السلطات المغربية في تطوان، إذ شهد معبر سبتة عبور الشاحنة حوالي الساعة الثالثة مساءً. وأكد المصدر ذاته على الجهود المكثفة بين الجانبين لضمان نجاح هذه التجارب، حيث كان وفد الحكومة الإسبانية على اتصال مباشر مع مدريد لتنسيق العبور.

أما في مليلية، فقد ذكرت صحيفة “Ceuta Tv” أن شاحنة تحمل أجهزة منزلية وأدوات مطبخ حاولت العبور لكنها عادت أدراجها. وأوضحت المندوبة الحكومية في مليلية، سابرينا موه، أن هذا الإجراء يخضع لقرارات الحكومة الإسبانية ووزارة الخارجية.

ورغم ذلك، وصفت المندوبة الحكومية في مليلية عملية العبور بأنها “إنجاز رمزي”، فيما عبرت الشركات الإسبانية عن اهتمامها بالاستفادة من هذه الفرصة التجارية، حيث صرح مدير إحدى الوكالات التجارية، خوان فرانسيسكو بيريز، أن الشركات المحلية تعقد آمالاً كبيرة على استئناف النشاط التجاري مع المغرب.

وأشارت التقارير إلى أن المغرب يعتزم تصدير منتجاته، مثل الفواكه والخضروات والأسماك، إلى سبتة ومليلية، بينما يُسمح بدخول بضائع محددة من المدينتين إلى الأراضي المغربية. وأكدت التقارير أن هذه العمليات التجارية تخضع لشروط مغربية صارمة، وليس لنظام الجمارك التقليدي، ما أثار انتقادات من رجال الأعمال في مليلية.

يُذكر أن الاجتماع الرفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في عام 2022 أسفر عن خارطة طريق تضمنت استئناف النشاط التجاري في المعابر، لكن المغرب يرفض افتتاحها وفق الصيغة الدولية لما قد يعنيه ذلك من اعتراف ضمني بسيادة إسبانيا على المدينتين المحتلتين.

هذه الخطوات التجريبية تعكس محاولات مستمرة لإيجاد صيغة توافقية لاستئناف التجارة، بما يراعي مصالح البلدين دون المساس بالسيادة الوطنية المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *