السواكن (إقليم العرائش) – نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، أمس الاثنين مهرجانا خطابيا بجماعة السواكن بإقليم العرائش ،تخليدا للذكرى 446 لمعركـة وادي المخازن ، إحدى المعلمات البارزة في سجل تاريخ المغرب الحافل بالملاحم وأروع صور الصمود والتضحية من أجل الدفاع عن عزة ووحدة الوطن .
وأكدت المداخلات بالمناسبة أن احتفالية أسرة المقاومة وجيش التحرير هذه السنة بهذه الذكرى الغالية لها أهمية وطنية خاصة لتزامنها وإحتفال الشعب المغربي بالذكرى الخامسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، والتي ترمز أيضا الى قيم الوفاء وتلاحم الشعب والعرش العلوي .
كما أكدت المداخلات أنه على الرغم من مرور قرون من الزمن عن تاريخ وقوع هذه الملحمة التاريخية الخالدة، فإنها تظل تحتل قيمة خاصة في نفوس المغاربة وتتبوأ قيمة رمزية رفيعة في ذاكرة الشعب المغربي برمته ، وهي أيضا شهادة حية ذات دلالات عميقة وقوية على عراقة تاريخ المغرب ومجده .
وفي هذا السياق ،اعتبر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري أن تخليد ذكرى معركة وادي المخازن ورموزها وأبطالها هي إشارات قوية وواضحة لتشبث المغاربة بالقيم والمثل العليا ومكارم الأخلاق ، وهي مناسبة أيصا لإيصال الدلالات والعبر الى الأجيال الصاعدة لتتشبع بأقباس القيم النبيلة وتغترف من ينابيعها وتعتز بالانتماء الوطني لمواصلة مسيرات الحاضر والمستقبل تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لبناء المغرب الجديد، مغرب الحداثة والديمقراطية والتنمية الشاملة والتكافل الاجتماعي.
وشدد السيد الكثيري ،خلال المهرجان الخطابي الذي حضره ممثلو السلطات الإقليمية والمحلية والمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير وأفراد أسرهم والمنتخبين وفعاليات مدنية ،على أن التخليد السنوي لهذه المناسبة الوطنية المجيدة يستحضر الدلالات الرمزية والأبعاد التاريخية لهذه المحطة التاريخية الوضاءة في مسلسل تاريخ الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي بشجاعة دفاعا عن حمى الوطن وثوابته.
و أبرز أن هذه الذكرى التاريخية هي أيضا درسا حيا ونموذجيا ومرجعيا في الدفاع عن الوطن والذود عن حماه وإعلاء شأنه ومكانته بين أمم وشعوب المعمور وكذا دليلا على قوة المغاربة في مواجهة الشدائد والمحن والصعاب ، واستعدادهم الدائم والثابت للدفاع عن الوطن وإعلاء شأنه ومكانته ،مضيفا أن معركة وادي المخازن المجيدة نجسد أيضا أروع صور الصمود والتضحية ببسالة وشموخ من أجل الدفاع عن عزة وكرامة ووحدة الوطن.
وتم خلال هذه الفعالية التاريخية الرمزية تكريم ستة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير ، وتوزيع 46 من الإعانات المالية المقدمة لعدد من أفراد هذه الأسرة الجديرة بموصول الرعاية والعناية.