دراسة أمريكية ترصد تأثير كأس العالم 2022 على صورة المغرب في الخارج

حللت دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون في جامعة نيويورك التأثير غير المتوقع لرحلة المنتخب الوطني المغربي المثيرة إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 .

وبعيدا عن المآثر على أرض الملعب، تكشف النتائج عن زيادة كبيرة في الاهتمام العالمي بالمغرب، لا يؤثر ذلك على المجال الرياضي فحسب، بل يؤثر أيضًا على عمليات البحث عبر الإنترنت المتعلقة بثقافة البلاد ومطبخها وسفرها.

استخدم الباحثون نماذج معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لتحليل المشاعر عبر الإنترنت تجاه المغرب قبل وأثناء وبعد كأس العالم 2022. أثناء وبعد وصول المغرب المفاجئ إلى الدور نصف النهائي –

المواضيع المتعلقة بالمغرب زادت بنسبة 400%. وتشمل هذه زيادة في أحجام البحث العالمية المتعلقة بمطبخ البلاد وثقافتها ومناطق الجذب السياحي، مع استفسارات مثل “أفضل وقت لزيارة المغرب” و”تأشيرة المغرب” و”الكسكس”.

بالإضافة إلى ذلك، وجد تحليل للمشاعر عبر الإنترنت تجاه المغرب في جميع أنحاء العالم أن المشاعر تجاه البلاد زادت من الحياد تقريبًا في الشهر الذي سبق كأس العالم إلى زيادة بنسبة 150٪ تقريبًا في المشاعر الإيجابية خلال المنافسة التي استمرت لمدة شهر. ووفقاً لأناس باري، الأستاذ المغربي المشارك في معهد كورانت للعلوم الرياضية بجامعة نيويورك والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة، فإن “المغرب لم يحقق أداءً رائعاً في كأس العالم فحسب، بل خلق أيضاً قصة مقنعة في حد ذاتها”. لقد استحوذت على الاهتمام العالمي وأثارت اهتمامًا ملحوظًا في الأمة، بطريقة لم تكن متوقعة أو موضع تقدير من قبل.

ومع ذلك، فإن تأثير النجاح الرياضي على المصلحة العامة في بلد معين لا يزال غير مفهوم جيدًا. . طريقة شائعة لتقييم لهجة التغطية الإخبارية. وعلى هذا فإن المشاعر كانت قريبة من “المحايدة” قبل بطولة كأس العالم لكرة القدم، ولكن المشاعر الإيجابية زادت بنسبة 150% تقريباً خلال البطولة.

والسؤال هو ما إذا كان الاهتمام الإيجابي المتزايد كان له أي تأثير يتجاوز الأداء الاستثنائي وغير المتوقع للفريق على أرض الملعب. للإجابة على هذا السؤال، طور الباحثون عدة “مؤشرات مغربية” لتقييم الاهتمام بالبلاد والمنتخب بشكل منفصل خلال كأس العالم. إلى جانب “مؤشر الدولة”، تشتمل هذه المؤشرات على “مؤشر جيرسي” الذي يتتبع عمليات البحث عن قمصان اللاعبين، و”مؤشر YouTube” الذي يرصد عمليات البحث عن أبرز المباريات، و”مؤشر السياحة” الذي يقيس الاهتمام بالسفر والمأكولات، بناءً على كلمات رئيسية مثل “تأشيرة” و”رحلات جوية” مرتبطة بـ “المغرب”. في الواقع، صمم الباحثون إطارًا يلتقط تأثيرات الشعبية والمشاعر من ثلاث فترات: 30 يومًا قبل كأس العالم، وفترة 30 يومًا عندما كانت تقام بطولة كأس العالم، و30 يومًا بعد كأس العالم.

وكما هو متوقع، زادت عمليات البحث المرتبطة تحديدًا بكأس العالم خلال المنافسة. ومع ذلك، لوحظت زيادة مماثلة في عمليات البحث عن السفر (حيث تتصدر “الرباط” و”الدار البيضاء” عمليات البحث الشائعة) وكذلك في مجال فن الطهي. ومن بين الأطباق المغربية، حافظ الكسكس والطاجين، على وجه الخصوص، على شعبيتهما العالية بعد نهاية كأس العالم: حيث سجل الكسكس ارتفاعا بنسبة تزيد عن 90% مقارنة بشعبية ما قبل البطولة، يليه الطاجين بنسبة زيادة قدرها 81%.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *