شكل العمل العدواني الصادر عن بعض الفلاحين الإسبان منذ ثلاثة أيام، مادة دسمة لوسائل الإعلام اليمينية والأحزاب المتطرفة في الجارة الشمالية. وفي وقت سابق لجأ مزارعون من بلدة خيريز إلى إعتراض شاحنة مغربية مليئة بصناديق الطماطم ذات جودة عالية، وكبدوا الشاحنة خسائر مهمة بعد أن ألقوا بجميع الطماطم في الأرض وتعرضت للتلف تماما.
ونشرت عدة صحف إسبانية تقارير ومقالات تحريضة وأخرى تنقصها المصداقية، هولت من حجم وجود الطماطم المغربية في السوق الإسباني، وباقي دول الإتحاد الأوروبي . وكتبت صحف من قبيل “مجلة الفلاح” و”إيكونوميسطا” و “دي أوبجيكتيف” و ” ADN tv” عناوين من قبيل ” الطماطم المغربية تغزو رفوف محلات السوبر ماركت الأوروبية” و ” الطماطم المغربية تنتصر على أوروبا في مواجهة سلبية الاتحاد الأوروبي” .
فيما نشرت صحف أخرى في نفس السياق التحريضي ” الطماطم المغربية على وشك أن تحل محل الطماطم الإسبانية في الأسواق الأوروبية”، والغريب أن معظم تعليقات القراء والمشاهدين الإسبان معظمهما ساند العمل التخريبي الذي طال الشاحنة المغربية. وكان مزارعو بلدة “خيريز” الأندلسية، قد إعترضوا شاحنة مليئة بالطماطم قادمة من المغرب، ورموا الحمولة بأكملها بحجة “أن تلك الطماطم التي يتم بيعها في الاتحاد الأوروبي، لا تلتزم بنفس القواعد والمتطلبات التي تفرضها بروكسل على المنتجين الإسبان.”
وأفادت صحيفة “أوكي دياريو” الأندلسية أن المغرب أبرم اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، تمنح من خلالها الأولوية لدخول طماطمه إلى المنطقة على حساب الطماطم الإسبانية حسب زعمها، و” أن الطماطم المغربية لا تخضع لنفس شروط الطماطم الإسبانية”.
وكشفت أن إنتاج كيلو واحد من الطماطم في المغرب يتراوح سعره بين 10 و12 سنتا للكيلو، في حين أن الطماطم الإسبانية تكلف ما يصل إلى أربع مرات أكثر، بحيث تصل ما بين 25 و40 سنتًا للكيلو. وبهذه المعادلة ” أزاح المغرب الطماطم الإسبانية من أسواق الاتحاد الأوروبي وأصبح قوة منتجة للفاكهة والخضروات” حسب قولها .
وزعمت ذات الصحيفة، أن هذا المعطى “الظالم”، أعطى للمزارعين الإسبان الحق والمبرر لكي يقرروا إتلاف جميع الشاحنات المغربية المحملة بالخضروات والفواكه، حيث قرر المزارعون الإسبان هذع المرة، أنه عند عثورهم على شاحنة محملة بالطماطم من المغرب، إتلاف حمولتها بالكامل.
هذا وسبق للحسين أدردور، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية لإنتاج وتصدير الفواكه والخضروات أن أكد لصحف مغربية وقوع الحادث، مؤكدا أن البحث جار لتحديد هوية صاحب الشاحنة التي تعرضت بضاعتها للإتلاف. وأضاف: “ما زلنا لا نعرف ما إذا كانت الشاحنات المغربية الأخرى قد تأثرت خلال هذه الحركة الاحتجاجية”.