إذا كانت الأجواء مبهجة واحتفالية بشكل خاص في المقاهي أثناء بث مباريات الكأس الإفريقية، فإن الكثيرين يفضلون المكوث في منازلهم بغية الاستمتاع والتعليق بحرية على أدق تفاصيل هذا العرض الكروي الرفيع.
تستشعر هذه الفئة إحساس التحكم التام في أجواء الفرجة فوق الأرائك، حيث يمكنهم ضبط الإضاءة ومستوى صوت التلفاز، واختيار المعلقين المفضلين، وذلك في إطار تجربة خاصة تمكنهم من إطلاق العنان لمشاعرهم والتماهي مع اللحظات الحماسية من المباريات بعيدا عن القيود التي تفرضها الفضاءات العامة.
وفي هذا السياق، يقول أشرف، رب أسرة يفضل مشاركة شغفه الكروي مع أسرته في جو مريح، إن مشاهدة مباراة كروية في المنزل يتيح للفرد إمكانية خلق أجواء حميمية ترضي ذوقه ومزاجه .
وبحسب أشرف، فإن الذهاب إلى المقهى لمشاهدة مباراة كروية يمثل تحديا حقيقيا، يبدأ بالبحث عن مكان للجلوس، ويستمر مع الحشد الصاخب ودخان السجائر، وتأخير البث وانقطاعه أحيانا.
اشتراكات “IPTV” في الواجهة
هذا الميل لمشاهدة مباريات الـ(كان) في المنزل آخذ في الارتفاع بفضل عروض الاشتراك العديدة التي تقدمها القنوات التلفزية، ويمكن لجولة صغيرة في الحي، أو لإطلالة على العروض المقدمة عبر الإنترنت أن تثبت هذا التوجه.
وفي هذا الصدد، يؤكد حميد، بائع معدات إلكترونية، أن هذه التجارة تزدهر خلال مشاركة المنتخب الوطني في المنافسات الدولية، مشيرا إلى أن اشتراكات هذه النسخة من كأس إفريقيا قد تضاعفت، بفضل توفير باقات اشتراك تراعي القدرة الشرائية للجميع.
ويقول أمين، أحد المشجعين المتحمسين لأسود الأطلس الذين لم يتمكنوا من التوجه إلى كوت ديفوار بسبب التزامات العمل، “أشعر أنني منغمس في أجواء الملعب الحماسية بفضل تلفازي عالي الدقة واشتراك IPTV “.
وأضاف، أنه يفضل مشاهدة المنافسات الكروية في المنزل بعيدا عن الضوضاء ودخان السجائر الذي يعم الأرجاء، مؤكدا أن حميمية المنزل تسمح له بالتعبير عن أحاسيسه بحرية خصوصا أثناء اللحظات الحاسمة من المباريات.
وتعد كل مباراة أيضا، بالنسبة لأمين، فرصة لدعوة أصدقائه من أجل عيش هذا الحدث الرياضي معا، مشيرا إلى أنهم يستغلون هذه الفرصة لتناول الطعام ومناقشة المباراة وتبادل الآراء والتعليقات.
حضور تكنولوجي
تقدم الشاشات عالية الدقة، وخدمات البث المباشر وتطبيقات كرة القدم تجربة مرئية وتفاعلية لامثيل لها، بحيث يمكن للمشجعين أمثال أمين وأصدقائه مشاهدة مجريات المباراة من خلال مختلف الزوايا التي تقدمها الكاميرات والحركة البطيئة والتحليل التكتيكي من على أرائكهم المريحة.
وعلى عكس الصورة النمطية المرتبطة بمشجعي كرة القدم في المقاهي، ابتدعت مواقع التواصل الاجتماعي شكلا جديدا للتشجيع، إذ تسمح شبكات التواصل للمشجعين بمشاركة ردود أفعالهم تزامنا مع المباريات، وهو ما يخلق مجتمعا افتراضيا يتجاوز الحدود الجغرافية.
الشغف الكروي معد، في المنزل وفي المقاهي وفي المدرجات أو على الهواتف الذكية، ويقف الجميع صفا مرصوصا خلف أسود الأطلس الذين يحذوهم مجددا الأمل بنيل اللقب الذي طال انتظاره.