فتح لامين يامال، نجم المنتخب الإسباني ونادي برشلونة لكرة القدم، قلبه لجمهوره من خلال ظهوره في البودكاست الإسباني الشهير «صدى القلب»، حيث كشف لأول مرة عن تفاصيل مؤثرة من حياته العائلية التي تعود جذورها إلى مدينة العرائش شمال المغرب، وعن قصة كفاح جدته المغربية التي غيرت مسار الأسرة بأكملها.
وأوضح يامال أن مسار العائلة بدأ مع جدته المغربية التي تسللت إلى إسبانيا عبر حافلة واستقرت بقرية «ماتارو»، حيث كانت تعمل ليل نهار في عدة وظائف متتالية لتأمين لقمة العيش وجمع المال. وبفضل تضحياتها، استطاعت أن تجلب ابنها – والد يامال – من العرائش رفقة شقيقته، وكانا حينها في عمر الثلاث سنوات، لتبدأ بذلك قصة كفاح أسرة مغربية بحثت عن مستقبل أفضل.
وعن والدته، أوضح يامال أنها قدمت من غينيا رفقة والدتها إلى برشلونة، وهناك التقت بوالده وتزوجا. ويضيف أنه عاش مع أسرته في ظروف صعبة داخل سكن للشباب أشبه بمكان جماعي للأكل، قبل أن ينفصل والداه، لينتقل للعيش مع والدته في بلدة «غرانوليرس»، بينما تكفلت جدته لاحقاً بتربيته، إذ يعتبرها أحد أعمدة حياته بفضل ما وفرته له من دعم وحنان.
كما أشاد اللاعب بوالده، المنحدر من العرائش، مؤكداً أنه ظل يرافقه يومياً إلى التداريب رغم بعد المسافة وتقلبات الطقس، وهو ما ساعده على بناء مسيرته الكروية في سن مبكرة.
ولم يخف يامال أن أصعب لحظة عاشها كانت صيف العام الماضي حين تعرض والده منير نصراوي لحادثة طعن قرب برشلونة في غشت 2024، واصفاً إياها بأنها: «أصعب أيام حياتي». وأضاف: «لم أشعر بالاطمئنان إلا عندما تلقيت اتصالاً من والدي في اليوم التالي ليخبرني أنه بخير، وازددت راحة عندما زرته في المستشفى ورأيته بنفسه».
بهذه الاعترافات الإنسانية، قدّم لامين يامال صورة عائلية مفعمة بالكفاح والصبر، عنوانها العرائش كنقطة انطلاق، وبرشلونة كمحطة وصول، بينهما رحلة طويلة صنعت لاعباً استثنائياً يحمل في قلبه تاريخ أسرته وتضحياتها.
العرائش 24