قررت الحكومة الإسبانية إلغاء جميع الفعاليات التي كانت مبرمجة لإحياء الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة، والمقرر تاريخياً في الثامن من شتنبر 2025، في خطوة وُصفت بالمفاجئة في الأوساط السياسية والعسكرية الإسبانية.
وكانت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبليس قد أعلنت عن القرار أواخر مارس الماضي، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة مدريد الرامية إلى تفادي أي تصعيد أو تأويل قد يضر بمسار العلاقات الثنائية مع المغرب، خاصة وأن إنزال الحسيمة يُعد محطة حساسة في التاريخ المشترك للبلدين.
ويُذكر أن إنزال الحسيمة، الذي جرى خلال حرب الريف ما بين 1920 و1927، يُصنف كأول عملية إنزال برمائي مشترك ناجحة في تاريخ الجيش الإسباني، ويمثل صفحة مؤثرة في الذاكرة التاريخية لكل من إسبانيا والمغرب.
ووفق مصادر مقربة من وزارة الدفاع الإسبانية، فإن القرار يعكس إدراك مدريد لحساسية هذه الذكرى بالنسبة للمغاربة، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تحسنًا ملحوظًا وتنسيقًا متزايدًا في ملفات استراتيجية، أبرزها قضية الصحراء المغربية.
ويرى مراقبون أن إلغاء الاحتفالات يمثل رسالة سياسية واضحة مفادها أن إسبانيا مستعدة لإعادة قراءة ماضيها الاستعماري بعين الحاضر، بما يخدم مصلحة الشراكة مع المغرب، خاصة في ظل مرحلة من التعاون الأمني والاقتصادي المكثف بين البلدين، وحرصهما على تحييد الملفات التاريخية الشائكة.
العرائش 24