تناول إعلامي واسع لوقفة الشرفة الأطلسية بالعرائش

شهدت الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها ساكنة مدينة العرائش، مساء السبت 19 يوليوز 2025، تنديدًا بمشروع “تهيئة الشرفة الأطلسية”، تغطية إعلامية واسعة من مختلف المنابر الصحفية الوطنية والمحلية، وبل والدولية، في مشهد يعكس التحامًا مجتمعيًا غير مسبوق دفاعًا عن هوية المدينة وذاكرتها التاريخية.

وعرفت الوقفة مشاركة عدد كبير من سكان المدينة من مختلف الفئات، رافعين شعارات تُندد بما وصفوه “طمسًا لمعالم تاريخية” وتشويهًا لمعمار أصيل يمثل ذاكرة العرائش وعمقها الأندلسي المتوسطي. المحتجون دعوا إلى وقف الأشغال وإعادة النظر في المشروع بصيغة تشاركية تحترم الخصوصية الثقافية والمعمارية للمنطقة.

وقد تفاعلت العديد من المنابر الإعلامية مع الحدث، من بينها طنجة 24، شمالي، آخر خبر، 24 ساعة، العرائش 24، كليك نيوز، Le48info، Tanwer، وHibapress، إضافة إلى تغطيات مباشرة وموسعة من مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها صفحة “العرائش 24” التي حقق نقلها المباشر للوقفة قرابة 100 ألف مشاهدة خلال ساعات قليلة، في مؤشر على قوة التفاعل الشعبي والرقمي مع القضية.

وفي مفاجأة لافتة، نقلت وزيرة إسبانية سابقة للإسكان احتجاجات الساكنة في بث مباشر عبر صفحتها الرسمية، معتبرة ما يحدث “تشويه للشرفة الأطلسية وتحويلها إلى إسمنتية وتدمير وتشويه للتراث التاريخي، البيئة، الهوية”، وهو ما أعطى للقضية بعدًا دوليًا غير مسبوق.

وفي تغطيتها للوقفة الاحتجاجية، كتبت هبة بريس أن ساكنة العرائش خرجت دفاعًا عن “معلمة تاريخية تُشوه أمام أعين الجميع”، معتبرة أن المشروع الحالي هو “طمس لذاكرة المدينة” ويكشف عن خلل في تدبير الشأن المحلي. أما موقع تنوير 24 فقد نقل موقف “حركة الشباب الأخضر”، التي طالبت بوقف فوري للأشغال، معتبرة أن المشروع يفتقر للرؤية البيئية والثقافية، ويُنجز بمنطق فوقي بعيد عن تطلعات السكان.

بدورها، أكدت 24 ساعة أن ما يحدث في الشرفة الأطلسية ليس فقط “خطأ في التصميم”، بل “وجه من أوجه سوء التدبير الجماعي” الذي لا يراعي الخصوصية الجمالية والتاريخية للمدينة. أما شمالي، فقد أبرز أن الوقفة جاءت كتتويج لغضب متصاعد وسط سكان العرائش، مشيرًا إلى أن المشروع “يستفز الذاكرة الجماعية” ويضرب أحد أبرز معالم المدينة.

من جانبها، ركزت آخر خبر على وحدة الشعارات التي صدحت بها الحناجر، معتبرة أن “العرائش تقول بصوت واحد: أعيدوا لنا شرفتنا”. بينما اعتبر موقع Le48info أن هذا الحراك الشعبي يعكس تنامي وعي جديد بالحق في المدينة، داعيًا إلى فتح نقاش مؤسساتي حول المشاريع الكبرى. أما كليك نيوز، فقد وثق أجواء الوقفة المصورة وأورد أن المحتجين رفعوا لافتات تنتقد المشروع وتتهم القائمين عليه بإفساد معلمة كانت محط افتخار المدينة.

أما صفحة العرائش 24، فقد لعبت دورًا محوريًا في نقل تفاصيل الوقفة لحظة بلحظة عبر بث مباشر على صفحتها الرسمية بفيسبوك، محققة ما يقارب 100 ألف مشاهدة خلال ساعات قليلة، ما ساهم في تسليط الضوء إعلاميًا على الموضوع، ودفع وسائل إعلام وطنية ودولية لمواكبته، كما أتاح للساكنة إيصال صوتها خارج حدود المدينة، في خطوة عززت زخم التفاعل الشعبي مع القضية.

من جهة أخرى، اعتبرت عدة جمعيات مدنية وهيئات حقوقية أن المشروع يعاني من غياب البعد التشاركي، وتجاهلٍ للآراء المهنية والتاريخية في تصور تصميمه، داعين إلى فتح تحقيق حول طريقة تدبيره ومآل المال العمومي المخصص له.

تأتي هذه الدينامية الميدانية والإعلامية في سياق أوسع من الغضب الشعبي بمدينة العرائش، حيث تتصاعد الأصوات الداعية للحفاظ على الذاكرة الجماعية للمدينة والقطع مع “المقاربات الفوقية” التي تستثني الساكنة من قرارات تهم مستقبل فضاءاتهم العامة.

شاهد أيضاً

العرائش .. تخليد الذكرى الـ 447 لمعركة وادي المخازن

خلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، أمس الاثنين، الذكرى الـ 447 لمعركة وادي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *