تحركات مدنية من شمال المغرب تثير قلقاً في سبتة المحتلة وتنعش خطاب استكمال الوحدة الترابية
أثارت مبادرات مدنية أطلقها نشطاء من مدينتي تطوان والناظور ردود فعل متوجسة في سبتة المحتلة، حيث خصص موقع “إلفارو دي سيوتا” المقرب من دوائر القرار الإسبانية، تقريراً مطولاً حذر فيه مما اعتبره “عودة خطاب موالٍ للمغرب على تخوم المدينتين”، واصفاً هذه التحركات بـ”التوجه السيادي المغربي الذي يُستعاد بعبارات شبابية وذاكرة جماعية متجددة”.
التحركات الرمزية التي لم تتجاوز أشكالاً سلمية، كتنظيم زيارت رمزية أو إطلاق محتويات رقمية تستحضر مغربية سبتة ومليلية، كانت كافية لإرباك سردية السيادة الإسبانية، وإثارة حفيظة بعض الأوساط السياسية القومية المتطرفة في إسبانيا، التي ترى فيها “تهديداً ناعماً” يصعب الطعن في شرعيته، نظراً لكونه ينبع من المجتمع المدني المغربي بشكل مستقل عن الدولة أو تمثيلها الرسمي.
وتزامنت هذه المبادرات مع الذكرى السنوية لأحداث جزيرة ليلى، في إحالة رمزية على محطات تاريخية ظلت راسخة في الوعي الوطني المغربي، وتعيد التأكيد على أن ملف المدينتين السليبتين لم يغب عن الأجندة الشعبية، حتى حين لا يكون حاضراً بشكل مباشر في الخطاب الرسمي أو الدبلوماسي.
وفي الرباط، يُنظر إلى هذه المبادرات المدنية كجزء من مسار وطني متكامل، يجمع بين التعبئة الشعبية وخيارات الدولة السيادية، ويكرّس مبدأ أن استرجاع سبتة ومليلية يظل هدفاً وطنياً غير قابل للنسيان أو التقادم، شأنه شأن باقي قضايا الوحدة الترابية للمملكة.