أنوار العسري
شهد موقع ليكسوس الأثري بالعرائش، يوم الأربعاء 3 دجنبر 2025، زيارة مهمة لوفد من مركز المعالم الوطنية بفرنسا، في إطار مهمة تقنية تندرج ضمن اتفاقية شراكة تجمع وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب ونظيرتها الفرنسية. زيارةٌ شكلت محطة جديدة في مسار التعاون الدولي الرامي إلى حماية التراث وتطوير أساليب تثمين المواقع التاريخية.
وتأتي هذه الزيارة لتعكس المكانة المتنامية التي تحظى بها مدينة العرائش باعتبارها حاضنة لأحد أعرق المواقع الأثرية على مستوى المغرب وغرب المتوسّط. فالعرائش، بتاريخها العريق وعمقها الحضاري، تُراكم عاماً بعد آخر مبادرات دولية تعزز حضورها الثقافي وتُبرز قيمة كنوزها التراثية.
الوفد الفرنسي قام بجولة ميدانية شملت مركز التعريف بالتراث، حيث اطلع على فضاءاته ومحتوياته المتحفية التي توثق مراحل تاريخ ليكسوس، كما وقف على المسار الرئيسي للزيارة بالموقع، متلقيًا شروحات حول المكونات المعمارية الفريدة وبرامج البحث والترميم التي تُنجز حالياً.
الزيارة لم تكن مجرد جولة استطلاعية، بل كانت مناسبة لنقاش معمق حول آفاق التعاون بين الطرفين، واستكشاف مشاريع مستقبلية في مجالات الحفاظ على الموروث الأثري، وتدبير المواقع، وتطوير أساليب التفسير المتحفي، بما ينسجم مع توجهات المغرب نحو تعزيز دوره الثقافي والسياحي.
ويؤكد هذا الاهتمام الدولي أن موقع ليكسوس لم يعد مجرد أثر تاريخي، بل فضاء حيّ يستعيد بريقه، وركيزة أساسية في التنمية الثقافية لمدينة العرائش. كما يُبرز انفتاح المدينة على شراكات علمية ومؤسساتية تعكس طموحها في تأكيد مكانتها ضمن الخريطة التراثية العالمية.
ليكسوس اليوم ليس فقط ذاكرة حضارات تعاقبت على ضفاف اللوكوس، بل مشروع حضاري متجدد، ينهض بفضل جهود محلية ودولية مشتركة تعطي للعرائش ما تستحقه من إشعاع واهتمام.
العرائش 24