فعاليات المجتمع المدني بالعرائش تطالب بإعادة الاعتبار لهوية الشرفة الأطلسية وتدعو لإشراكها في ورش التأهيل
العرائش 24 – المكتب المركزي
في بيان موجه للرأي العام المحلي والوطني، عبّرت فعاليات المجتمع المدني بمدينة العرائش عن قلقها الشديد إزاء مآلات مشروع تأهيل الشرفة الأطلسية والمنحدر الصخري التاريخي للمدينة، والذي تمت المصادقة عليه من طرف المجلس الجماعي خلال دورة فبراير 2023، وبدأ تنفيذه خلال الشهور الأخيرة.
وأكدت الفعاليات الموقعة على البيان أن المشروع، في صيغته الحالية، يهدد بإفراغ الفضاء من رمزيته التاريخية والثقافية والبيئية، مشيرة إلى أن الأشغال الجارية طمست معالم أساسية تشكل جزءاً من هوية المدينة، من أبرزها:
- العريشة التاريخية التي ارتبط بها اسم العرائش،
- الحدائق والمناطق الخضراء،
- الأعمدة والسقائف التي ميّزت الشرفة لعقود.
ولم يسلم المنحدر الساحلي (عين شقة) من التهميش، رغم قيمته التراثية الكبيرة، إذ يضم بطارية المدافع التاريخية “سيدي بوقنادل”، ومنابع مائية قديمة كانت تلعب أدوارًا مهمة في الحياة المحلية للمدينة.
البيان، الذي صدر يوم 12 يوليوز 2025، اعتبر أن مقاربة التأهيل الحالية تفتقر إلى البعد الاستراتيجي المطلوب، مطالبًا بتبني رؤية مستدامة تحترم الهوية المحلية وتدمج المجتمع المدني في كل مراحل المشروع، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية للعناية بالتراث المغربي، ومع التزامات المغرب الدولية في مجال حماية وتثمين التراث، خاصة بعد ترؤسه لجنة التراث اللامادي باليونيسكو سنة 2022.
ومن بين المطالب التي رفعتها الفعاليات المدنية:
- إعادة تركيب المكونات الجمالية التي تم إزالتها، ومنها العريشة، والحدائق، والسقائف.
- تأهيل المنحدر الساحلي واعتباره مجالًا تراثيًا بيئيًا يستحق الحماية.
- تنظيم ورشة تشاركية تضم جميع الأطراف المعنية لتقديم تصور جديد للمشروع.
- إدراج ملف الشرفة والمنحدر ضمن جدول أعمال دورة المجلس الجماعي المقبلة.
- طلب لقاء مستعجل مع رئيس الجماعة وعامل الإقليم للتشاور المباشر.
- إشراك المجتمع المدني في تتبع وتقييم المشروع.
- إنجاز دراسة تقييم الأثر البيئي والثقافي للمشروع الحالي.
- التعجيل بترتيب وتصنيف فضاءات ذات طابع تاريخي، مثل مجال “الإينسانتشي”.
- إحداث مديرية إقليمية لوزارة الثقافة بالعرائش لتقوية دورها التراثي بالمنطقة.
وفي ختام البيان، شددت الفعاليات على أنها ليست ضد التأهيل، بل تسانده، شريطة ألا يكون على حساب الذاكرة والهوية، مؤكدة أن الشرفة الأطلسية ليست ساحة إسمنتية، بل مرآة لروح العرائش وذاكرتها الجمعية، ونافذة على تاريخها البحري وثقافتها التعددية.
وأكدت أنها ستواصل الترافع السلمي والمسؤول من أجل حماية هذا الموروث المشترك، وضمان تنمية تحترم الخصوصيات الثقافية والبيئية للمدينة.