تراجع أسعار الحبوب يثير التساؤلات في أسواق القصر الكبير وشمال المغرب

تشهد الأسواق الأسبوعية في مدينة القصر الكبير ومدن شمال المغرب عموما حسب تصريحات مهنيي القطاع، انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الحبوب، مما أثار استغراب الفلاحين والتجار على حد سواء. فرغم الجفاف الذي تعاني منه البلاد، سجلت أسعار القمح بنوعيه اللين والصلب تراجعاً كبيراً مقارنة بالموسم الماضي، ما أثار الشكوك حول الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع غير المألوف.

ركود في الأسواق وتراجع في الأسعار

التجار في الأسواق الأسبوعية أشاروا إلى أن أسعار القمح الصلب لا تتجاوز 4 دراهم للكيلوغرام، بينما يبلغ سعر القمح اللين 3 دراهم في أحسن الأحوال. هذا الانخفاض دفع العديد من الفلاحين إلى التردد في بيع محاصيلهم، إذ كانوا يحتفظون بها على أمل تحقيق مكاسب أفضل.

وأوضح بعض الفلاحين أن الركود التجاري الحالي يُعزى إلى الظروف المناخية الصعبة، مع غياب التساقطات المطرية التي أثرت على النشاط الزراعي بشكل عام. كما بدأ البعض في التفكير في استخدام محصولهم كعلف للماشية عوض بيعه بأسعار يرونها زهيدة وغير مجدية.

تضارب بين الجفاف والمضاربة

ما يثير التساؤلات هو التناقض بين شح الموارد المائية الناتج عن الجفاف والانخفاض الحاد في أسعار الحبوب. في العادة، يؤدي انخفاض المحصول بسبب الجفاف إلى ارتفاع الأسعار نتيجة قلة العرض، لكن الوضع الحالي يشير إلى عوامل أخرى قد تكون مرتبطة بالمضاربة أو التغيرات في دينامية السوق.

تطلعات الفلاحين

في ظل هذا الوضع، يبدي الفلاحون تخوفاً من استمرار هذا التراجع في الأسعار، معربين عن أملهم في تحسن الأوضاع المناخية بعودة التساقطات المطرية التي من شأنها إعادة الاستقرار للأسواق، إلى جانب تدخل الجهات المعنية لضبط السوق ومنع أي ممارسات مضاربية قد تؤثر سلباً على القطاع.

نظرة إلى المستقبل

تظل آفاق السوق رهينة بالتطورات المناخية والإجراءات الاقتصادية التي قد تُتخذ لتخفيف الضغط على الفلاحين، في وقت يواجه فيه القطاع الزراعي تحديات متزايدة تستوجب استجابات فعالة لضمان توازن الأسواق ودعم المزارعين في تجاوز هذه المرحلة الصعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *