تتوالى عمليات وصول الشاحنات المحملة بالعشرات من الأنابيب الضخمة إلى مناطق قريبة من سد وادي المخازن بضواحي القصر الكبير، حيث تتواصل الأشغال المكثفة لإنجاز مشروع الطريق السيار المائي الأكبر من نوعه في شمال المغرب. يهدف هذا المشروع الاستراتيجي إلى نقل المياه من سد وادي المخازن إلى سد دار خروفة بضواحي العرائش، لتلبية احتياجات مدينة طنجة الكبرى بالماء الصالح للشرب.
وتشهد المنطقة نشاطًا يوميًا لنقل الأنابيب والمواسير الفولاذية التي يتم تركيبها بشكل متواصل ضمن مسار الطريق السيار المائي، الذي يندرج في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027. هذا البرنامج يُنفذ وفقًا للتوجيهات الملكية لمواجهة التحديات المتزايدة المتعلقة بتدبير الموارد المائية في المغرب، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر على وفرة المياه في البلاد.
ويتم حاليًا بناء الشطر الأول من الطريق السيار للماء، الذي يمتد على طول 41 كيلومترًا بين محطة ضخ المياه قرب سد وادي المخازن، والذي يتميز بصبيب يصل إلى 3.2 متر مكعب في الثانية، وصولًا إلى سد دار خروفة. وتتولى وزارة التجهيز والماء تنفيذ هذا المشروع الكبير بميزانية تقدر بـ 840 مليون درهم، ومن المتوقع أن تكتمل الأعمال في الأشهر القليلة المقبلة، حيث تم منح الشركات المكلفة مدة 8 أشهر للانتهاء من الأشغال.
ويهدف المشروع إلى تحقيق ربط مائي استراتيجي بين سد وادي المخازن، الذي يتميز بوفرة نسبية في المياه في السنوات الأخيرة، وسد دار خروفة بالعرائش، الذي يعد مصدرًا رئيسيًا لتزويد مدينة طنجة وأصيلة بالماء الشروب. سيمكن المشروع من نقل 100 مليون متر مكعب من المياه سنويًا لدعم الاحتياجات المائية للمنطقة، بالإضافة إلى توفير مياه الري للمدار السقوي لدار خروفة الذي يمتد على مساحة 21 ألف هكتار، مما يعزز الأنشطة الفلاحية في المنطقة.
يُعتبر الطريق السيار المائي بين سدي وادي المخازن ودار خروفة مشروعًا حيويًا لدعم التنمية المستدامة في الشمال المغربي، من خلال ضمان توفير المياه الصالحة للشرب والزراعة، وتأمين الاحتياجات المتزايدة للسكان والمزارعين في مدينتي طنجة وأصيلة والمناطق المجاورة.