شكلت تحديات ورهانات الانتقال نحو نظم غذائية مستدامة محور جلسة نقاش ، نظمت اليوم الخميس بطنجة ، ضمن الدورة الثالثة لمؤتمر الأطراف لدول المتوسط حول المناخ “ميد كوب المناخ” .
وأبرز المشاركون في جلسة النقاش، التي تمحورت حول موضوع “تمويل الانتقال إلى نظم غذائية مستدامة”، مدى الحاجة الملحة إلى الانتقال إلى نظم غذائية مستدامة، لاسيما في ظل التحديات الراهنة، والدعوة إلى اتباع مقاربة منهجية ومستدامة لضمان الأمن الغذائي، في ظل سياق عالمي يتسم بتفاقم ندرة المياه.
وقال الأمين العام المساعد المكلف بالتنمية الاقتصادية والتشغيل في الاتحاد من أجل المتوسط بإسبانيا، عبد القادر الخصاصي، إن المغرب يعتبر دولة رائدة في إنتاج الفوسفاط، مسلطا الضوء على دور مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في ضمان الأمن الغذائي المستدام، على الصعيدين القاري والدولي.
وحذر من أن المملكة، كغيرها من دول البحر الأبيض المتوسط ، تعاني من مشكل حقيقي يتمثل في نقص الموارد المائية، موصيا بالتالي بتنفيذ سياسات فعالة بشأن تغير المناخ والأمن الغذائي لرفع هذه التحديات.
وأكد على الارتباط الوثيق بين الأزمات الغذائية والنزاعات الإقليمية والدولية، معتبرا أن “الجفاف عامل حاسم في اندلاع الحروب، التي يكون رهانها الأساسي وضع اليد على الموارد الحيوية، وخاصة المياه”.
من جهته، أعرب رئيس لجنة الأمن الغذائي العالمي غابرييل فيريرو، عن الأسف لكون “العالم يواجه في الوقت الحاضر أوقاتا عصيبة في مجال الغذاء المحلي والعالمي، حيث تظل نسبة المجاعة مرتفعة للغاية في العديد من البلدان، مع ما يترتب على ذلك من تأثير على الأطفال، ناهيك عن آثار الوباء والصراع الروسي الأوكراني”.
وقال إن الانتقال العادل إلى نظام غذائي مستدام يقتضي إعادة توازن الموارد والثروة، مقترحا “إعادة التوجيه البيئي على نطاق عالمي، مما سيفيد بشكل مباشر المناطق والمجالات الترابية المحلية”.
كما أعلن السيد فيريرو أن لجنة الأمن الغذائي العالمي بصدد إعداد برنامج يمتد على 4 سنوات سيبدأ في عام 2024 ، ويتمحور حول توطين أنظمة الأغذية الزراعية في المناطق الحضرية وشبه الحضرية قائم على مقاربات مجالية، بهدف تحقيق انتقال عادل للدول الأعضاء في اللجنة.
بالنسبة لمحمد سفياني، رئيس جماعة شفشاون والمبعوث الخاص لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة (UCLG) – العالم لدى الأمم المتحدة للنظم الغذائية، فقد أصبحت مسألة النظام الغذائي المستدام “موضوعا راهنا”، مذكرا بالأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة للأمم المتحدة، لاسيما الهدف الثاني المتمثل في القضاء على الجوع وضمان الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة.
وذكر بأن منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة ستحدث قريبا مجموعة عملية متخصصة في مسألة الغذاء المستدام، داعيا إلى تعزيز التنسيق متعدد المستويات دوليا ووطنيا وجهويا في مجال الغذاء.
وينعقد مؤتمر “ميد كوب المناخ” يومي 22 و 23 يونيو بطنجة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ودار المناخ المتوسطية حول شعار “ميد كوب، رافعة للعمل المناخي في منطقة البحر الأبيض المتوسط على المستوى المحلي والجهوي”.
وستتمحور المناقشات خلال هذا الملتقى حول مواضيع “المدن والأقاليم المتكيفة مع تغير المناخ”، و”النظم الغذائية المستدامة”، و”الإدارة المستديمة للموارد المائية والاقتصاد الأزرق”، و”الانتقال الطاقي”، و”النساء والمناخ”، و”الحلول القائمة على الطبيعة”، و”الهجرة المناخية”، و”السلام والأمن والتعاون اللامركزي”، ثم “تمويل مشاريع المناخ”.