العرائش 24
مقالات مشابهة
وجه مصطفى البوزيدي، رئيس الهيئة الوطنية لأطر التربية والتعليم، رسالة مفتوحة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بخصوص الحادث المأساوي الذي أودى بحياة المفتشة التربوية صفاء الزياني إثر انقلاب سيارة مصلحة تابعة للمديرية الإقليمية بالعرائش، معتبراً أن الواقعة كشفت “اختلالات خطيرة” في تدبير أسطول سيارات المصلحة.
الرسالة، التي عبّرت عن صدمة عميقة داخل الجسم التربوي، شددت على أن الصور المتداولة لحادث السيارة أظهرت وضعًا “كارثيًا” للمركبة التي كانت تقل الراحلة، حيث بدت متآكلة ومصدّأة وتفتقر كليًا لشروط السلامة المهنية التي يفترض أن توفرها الوزارة لأطرها خلال تنقلاتهم لإنجاز المهام.
وأوضح البوزيدي أن الاعتماد المستمر للمديرية الإقليمية على سيارات قديمة ومتهالكة خلال التنقل إلى المناطق الجبلية والمسالك الصعبة، يعدّ خللًا تدبيريًا غير مبرر يعرّض حياة المفتشين والأطر للخطر. كما أكد أن حالة التهالك ليست طارئة، بل نتيجة “غياب الصيانة الدورية وتعطل مساطر الإصلاح وعدم توظيف الاعتمادات المخصصة في محلها”.
وأضافت الرسالة أن جزءًا من المسؤولية يتحمله المدير الإقليمي، إذ يسمح –حسب نص الرسالة– باستعمال السيارات الجديدة حصريًا لتنقلاته الخاصة، بينما يفرض المركبات القديمة على المفتشين رغم طبيعة مهامهم الميدانية الشاقة، معتبرًا ذلك “سلوكًا يتعارض مع مبادئ المرفق العمومي والحكامة الجيدة”.
وطالب رئيس الهيئة الوزيرَ بفتح تحقيق عاجل وشامل في جميع حيثيات الحادث، سواء التقنية أو الإدارية، وتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية، إلى جانب فتح تحقيق موازٍ في طريقة تدبير تجديد وصيانة أسطول السيارات داخل المديرية الإقليمية، حمايةً لسلامة الأطر العاملة.
وختم البوزيدي رسالته بتقديم تعازيه الحارة إلى أسرة الفقيدة، متمنيًا الشفاء العاجل للمفتشة المصابة التي كانت برفقة الراحلة أثناء أداء مهامهما بجماعة القلة بإقليم العرائش.
