جمال السباعي
في اللقاء التواصلي الذي نظمه حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة العرائش، أمس الأحد، حاول الأمين الإقليمي للحزب ورئيس الجماعة، مومن الصبيحي، تقديم صورة وردية عن التجربة الجماعية الحالية، معتبرًا أن المجلس يسير في اتجاه “مشاريع إصلاحية وتنموية كبرى”، وأن المرحلة – بحسب تعبيره – “تتطلب الجرأة والابتعاد عن التسيير الإداري التقليدي”.
لكن ما قاله الصبيحي، رغم إيقاعه الحزبي المألوف، يصطدم بواقع ميداني لا يخفى على أحد. فمدينة العرائش تعيش واحدة من أكثر فتراتها الجماعية جدلًا، حيث يصف كثير من سكانها، في استطلاعات وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، تجربة التسيير الحالية بأنها الأفشل في تاريخ المدينة، بسبب ما يعتبرونه “جمودًا في الخدمات الأساسية، وضعفًا في البنية التحتية، وتراجعًا في النظافة والعمران الحضري”.
بل إن الانتقادات لم تأتِ من المعارضة وحدها، بل من مستشارين ينتمون لأغلبية الصبيحي نفسها، الذين خرج بعضهم علنًا ليعبّر عن استيائه من غياب الرؤية، وضعف التنسيق، وتراكم القرارات غير المدروسة. هؤلاء المستشارون يرون أن “الخطاب حول المشاريع الكبرى” أصبح غطاءً يُستعمل لتبرير غياب الإنجازات اليومية التي تمسّ حياة المواطنين بشكل مباشر.
أما على المستوى الإداري، فيُجمع عدد من الفاعلين المحليين على أن الجماعة تعرف ارتباكًا في التسيير وضعفًا في التواصل مع الساكنة، ما عمّق الإحباط لدى شريحة واسعة من المواطنين الذين فقدوا الثقة في خطابات الإصلاح المتكررة.
في المقابل، يرى مقربون من الصبيحي أن ما يواجهه المجلس من عراقيل يعود إلى تراكمات المجالس السابقة، وأن الفريق الحالي يحاول “إعادة ترتيب البيت الداخلي” وفتح أوراش جديدة تحتاج إلى الوقت والهدوء السياسي.
غير أن الشارع العرائشي يبدو غير مقتنع بهذه المبررات، إذ ينتظر من المجلس تقديم حصيلة ملموسة بالأرقام والنتائج، لا الاكتفاء بخطابات سياسية متكررة. فالتنمية لا تُقاس بعدد اللقاءات أو البلاغات، بل بما يتحقق على الأرض من خدمات وبنيات تعكس كفاءة وصدق النوايا.
وبين خطاب الصبيحي عن “التحول التنموي” وواقع العرائش الذي يصفه كثيرون بـ“المتراجع”، تتضح فجوة عميقة تُهدد ثقة المواطنين في مؤسسات التسيير المحلي، وتفتح الباب أمام نقاش جدي حول معنى “النجاح” و“الفشل” في تدبير الشأن العام.
العرائش 24