العرائش 24
مقالات مشابهة
أنوار العسري
شهد حي جنان بيضاوة بمدينة العرائش، مساء اليوم الجمعة 26 شتنبر، اندلاع حريق خطير بعدد من البراريك الصفيحية، ما تسبب في حالة من الذعر والهلع بين الساكنة، وسط محاولات يائسة لاحتواء النيران بوسائل تقليدية في انتظار تدخل عناصر الوقاية المدنية، التي هرعت إلى عين المكان لإخماد الحريق.
وحسب شهود عيان، فإن النيران انتشرت بسرعة كبيرة بفعل طبيعة البناء الهش المصنوع من القصدير والخشب، فيما شوهدت الساكنة وهي تحاول إنقاذ ما تبقى من ممتلكاتها، خوفاً من أن تلتهمها ألسنة اللهب. وقد خلفت الحادثة، وفق المعطيات الأولية، خسائر مادية كبيرة دون تأكيد لحد الساعة وجود إصابات بشرية.
معاناة متجددة لساكنة دور الصفيح حادثة اليوم ليست سوى صورة مؤلمة لمعاناة أحياء الصفيح التي ما زالت جاثمة على أطراف مدينة العرائش.
فالساكنة هناك تعيش منذ سنوات في ظروف غير إنسانية، حيث تغيب البنيات التحتية الأساسية، وتبقى المنازل عرضة للحرائق شتاءً وصيفاً، فضلاً عن مشاكل الصرف الصحي، تسربات المياه، وانعدام الأمن الصحي والبيئي.
دعوات للتدخل العاجل الحادثة أعادت للواجهة الأصوات المطالبة بتسريع عملية إعادة إيواء الأسر القاطنة بدور الصفيح في مساكن لائقة تحفظ كرامتهم، بعدما سئموا من الانتظار الطويل والوعود التي تتجدد عقب كل كارثة.
فالأطفال والنساء والشيوخ يعيشون يومياً تحت تهديد الخطر، في غياب رؤية واضحة للقضاء على هذا الملف الذي ظل يؤرق ساكنة العرائش لعقود.
يعتبر حريق جنان بيضاوة جرس إنذار جديد للسلطات المحلية والجهات الوصية من أجل التعامل بجدية مع معضلة السكن غير اللائق، ووقف مسلسل المعاناة الذي تتجرعه مئات الأسر، في انتظار أن ترى مشاريع السكن البديل النور.
فأبناء هذه الأحياء لا يطالبون إلا بالحد الأدنى من حقهم في السكن اللائق والآمن، بعيدا عن مشاهد الرعب التي تتكرر مع كل حادثة مماثلة.
