رشاد فتال.. موهبة تضيع من المغرب بسبب تكرار نفس الأخطاء

من جديد، يجد المغرب نفسه أمام مشهد مكرر: موهبة كروية صاعدة تنشأ في أوروبا، تتألق في صفوف نادٍ كبير، ثم تُترك دون اهتمام جاد حتى يسبقنا الآخرون بخطوات محسوبة. الحديث هنا عن رشاد فتال، اللاعب الذي التحق بريال مدريد “باء” وأثبت علو كعبه في المباريات الإعدادية، لكنه لم يجد مكاناً له ضمن قائمة المنتخب المغربي للشباب.

هذا التجاهل لم يمر مرور الكرام، فقد سارعت إسبانيا إلى استدعاء فتال لمنتخبها تحت 20 سنة، في إطار استراتيجيتها الثابتة لضم اللاعبين مزدوجي الجنسية، بينما الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تكرر الأخطاء نفسها: الانتظار، التردد، ثم الندم بعد فوات الأوان.

الجامعة تبرر دائماً بأن “الأسماء كثيرة والاختيارات متعددة”، لكن الحقيقة أن غياب رؤية واضحة في تدبير ملف المواهب أصبح مكلفاً. خسرنا من قبل لاعبين كبار لأسباب مشابهة، وها نحن اليوم أمام سيناريو يهدد بخسارة لاعب آخر ينحدر أصلاً من مدينة العرائش، ويرتبط وجدانياً بها حيث يقضي عطله الصيفية.

الأدهى من ذلك أن المغرب وإسبانيا سيجتمعان في نفس المجموعة في مونديال الشباب بتشيلي 2025، ما يعني أن أول مباراة لفتال – أياً كان اختياره – ستكون ضد المنتخب الذي لم يمنحه الثقة. صورة تختزل كل الإخفاقات في ملف المواهب: حين لا نحسن تدبير الطاقات الشابة، نجدها واقفة في وجهنا بقمصان أخرى.

لا يكفي التغني بالهوية والانتماء لاستمالة اللاعبين مزدوجي الجنسية، بل المطلوب خطة استباقية مدروسة، تقوم على الاستدعاء المبكر وإشراكهم في مشروع رياضي مقنع. والتأخر في الحسم يفتح الباب أمام اتحادات أخرى أكثر جرأة وحسماً، مثل إسبانيا

رشاد فتال ليس مجرد اسم، بل رمز لمعضلة أكبر: الجامعة التي لم تتعلم بعد أن العالم لا ينتظر المترددين. وإذا ضاع اليوم، فلن تكون خسارة فتال وحده، بل خسارة صورة بلد يزعم أنه يسير نحو الاحتراف بينما يكرر أخطاء الهواة.

شاهد أيضاً

تأجيل البت في طلب عزل رئيس جماعة تزروت إلى جلسة لاحقة

أجّلت المحكمة الإدارية بطنجة، اليوم الخميس، الجلسة التي كان مقرّرًا أن تنظر خلالها في طلب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *