انتظار سيارة أجرة يصل إلى ساعة من الزمن… العرائش تغرق في أزمة نقل خانقة

في مشهد يختصر فوضى النقل الحضري، يقف سكان وزوار العرائش يوميا في طوابير الانتظار لما يقارب ساعة كاملة من أجل العثور على سيارة أجرة صغيرة، وكأننا في مدينة بلا حلول ولا إرادة حقيقية لمعالجة المشكل.

الموسم الصيفي حوّل التنقل داخل العرائش إلى كابوس، خاصة بالنسبة للأسر والزوار، في ظل اعتماد المدينة على وسيلة نقل واحدة وهي سيارات الأجرة من الصنف الثاني، بينما تغيب الحافلات منذ سنوات بسبب سوء تدبير ملف النقل، وتغيب معها سيارات الأجرة الكبيرة بفعل نفوذ نقابات قوية ترفض دخولها المجال الحضري، في غياب تام لقرار سلطوي حاسم وصوت شعبي ضاغط.

يقول محمد، من حي شعبان: “نعيش نفس المعاناة كل صيف، لا حافلات، لا سيارات كبيرة، فقط الانتظار الطويل في الشمس، وكأننا لسنا في مدينة سياحية.

فاطمة الزهراء المودن، زائرة من الدار البيضاء، تضيف بغضب: “جئت لقضاء عطلة قصيرة، لكن نصف وقتي يضيع في البحث عن وسيلة نقل… هذا عار.”

أما يوسف المرابط، أحد أفراد الجالية، فيرى أن الوضع أخطر من مجرد انزعاج يومي: “المدينة تخسر اقتصاديا وسياحيا، والأحياء الجانبية تتحول إلى مناطق معزولة، وهذا يسيء لصورة العرائش في عيون المستثمرين والزوار.”

الأزمة تضرب النشاط الاقتصادي والتجاري في العمق، وتفرغ بعض الأحياء من الحركة، بل وتخلق احتكاكات يومية بين الركاب، في حين يستغل بعض السائقين الطلب الكبير لارتكاب مخالفات في السرعة والحمولة، وهو ما تم تسجيله بكثرة هذا الموسم.

المؤكد أن الوضع مرشح لمزيد من التدهور مع تزايد عدد السكان والزوار في السنوات المقبلة، ما لم تتحرك السلطات فورا بقرارات جريئة لكسر احتكار النقل، و تسريع إجراءات الإستفادة من برنامج الداخلية المتعلق بالحافلات و توفير سيارات الأجرة من الصنف الأول داخل المجال الحضري، حتى لا تبقى العرائش رهينة “لوبي” لم يستوعب بعد أن القطاع هو شريان المدينة ومستقبلها.

شاهد أيضاً

لجنة الميزانية بالجهة تتدارس إحداث مراكز لطمــر وتثمين النفايات وإغلاق المطارح العشوائية بإقليم العرائش

ترأس رفيق بالقرشي، نائب رئيس مجلس جهة طنجة–تطوان–الحسيمة، يوم الأربعاء 03 دجنبر 2025، اجتماع لجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *