العرائش تشهد حادثة غير مسبوقة في الصيد الساحلي
شهدت السواحل المحاذية للعرائش خلال الأيام الأخيرة حادثة فريدة من نوعها، حين تعثّر أحد مراكب الصيد الساحلي أثناء محاولة سحب شباكاته، بعد أن امتلأت بألوف رؤوس أسماك التونة النافقة، التي قُذفت بشكل عشوائي في عرض البحر. اضطر البحارة إلى تقطيع “الكورونة” (سلك الشد) لتحرير الشباك، وسط توترات وغموض حول مصدر هذه الكميات الضخمة من مخلفات التسمين التي تطفو على سطح البحر .
المهنيون الميدانيون نبهوا إلى أن هذه الظاهرة، التي تتكرر في أوقات متقاربة، تخلف أضرارًا بيئية جسيمة، بما في ذلك تلوث الروائح وانتشار الجراثيم داخل الشباك، مما ينعكس سلبًا على جودة المصطادات وسلامة البحّارة. ويؤكد الخبراء أن التخلص من مخلفات الصيد في البحر يعد انتهاكًا صارخًا لمبادئ التدبير المستدام للموارد، وللقوانين الوطنية والدولية الخاصة بحماية البيئة البحرية .
وسط تزايد المؤشرات الميدانية، تُحمّل الأصابع مسؤولية هذا التصرف المشبوه لمزارب التونة التي تعمل قرب مصبات الأنهار والمنشآت الخاصة بتسمينها. وتطالب النقابات والمهنيون بفتح تحقيق عاجل من قبل السلطات البحرية المختصة، وربط التراخيص بشروط مشددة لإدارة المخلفات، بالإضافة إلى تفعيل العقوبات على المخالفين، كحل ضروري للحفاظ على البيئة ورُقعة الصيد الشرعية .