في مشهد يؤكد عمق الإستهتار بتوجيهات السلطات الإقليمية بالعرائش، عبّر عامل الإقليم العالمين بوعاصم عن سخطه الشديد من أداء رئيس جماعة العرائش ونوابه، خلال زيارة تفقدية خصصت لتتبع سير الأشغال المتعلقة بالاستعداد للموسم الصيفي 2025.
وقد بدا الغضب واضحاً على وجه العامل، حيث لم يخفِ عدم رضاه عن التأخر الكبير في تنفيذ برنامج الاستعدادات، منتقداً العشوائية والارتجال الذي طبع تدخلات الجماعة، رغم الالتزامات الرسمية السابقة بعدم تكرار ارتباك السنة الماضية.
وكان رئيس الجماعة ومجلسه المسير قد تقدموا وعودا في دورة رسمية للمجلس وفي تصريحات إعلامية نهاية الصيف الماضي، بأن صيف 2025 سيكون مختلفاً، واعداً بموسم نموذجي يتم فيه الاستعداد بشكل استباقي واحترافي. إلا أن واقع الحال أظهر عكس ذلك تماماً.
السنة الماضية شهدت انتقادات واسعة من طرف الساكنة وأغلبية المجلس بسبب تأخر الأشغال وضعف الخدمات، ما دفع بالعامل إلى ترؤس اجتماع استثنائي يوم 2 يناير 2025، وُصف حينها بغير المسبوق من حيث التوقيت، حيث تم تسطير خارطة طريق واضحة للاستعدادات الصيفية بمشاركة مختلف المصالح، وفي مقدمتها الجماعة التي تملك اختصاص تدبير هذا الورش.
ورغم الاتفاق على الانطلاق في الأشغال منذ فبراير، لم تتحرك عجلة التنفيذ إلا بداية شهر ماي، وفي حدود ضيقة، ما اعتبره العامل استخفافاً بتوجيهاته وبتطلعات المواطنين.
وبرر رئيس الجماعة هذا التأخر بكون الميزانية لم تُحوّل من العمالة في الوقت المناسب، إضافة إلى تعقيدات الصفقات وسندات الطلب. لكن هذه التبريرات بدت غير مقنعة، حيث تساءل الكثيرون بحدة عن كيفية تمكن جماعات قروية بشمال المملكة (كالسطيحات، أزلا، أمسا، الجبهة) وأخرى حضرية (كمرتيل والرينكون) من استكمال استعداداتها قبل نهاية ماي، رغم أنها تخضع لنفس القوانين التنظيمية التي تحكم جميع الجماعات المغربية.
وعلى وقع ما وصف بـ”الفضيحة التنموية”، لم يتردد العامل في إبداء عدم رضاه عن أداء الرئيس ونوابه، مانحاً إياهم فرصة أخيرة لتدارك الوضع، قبل اتخاذ خطوات قد تكون أكثر حزماً في حال استمرار التراخي والتأخر.
ويرى متابعون أن هذه الأزمة تعكس خللاً بنيوياً في تدبير الشأن المحلي، وتُعيد طرح أسئلة جوهرية حول علاقة المنتخبين بالإدارة، ومدى التزامهم بالتعهدات التي يقدمونها أمام المواطنين والمؤسسات الرسمية على حد سواء.
فهل تنجح جماعة العرائش في إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الوصول إلى ذروة موسم الاصطياف؟ أم أن صيف 2025 سيكون نسخة جديدة من خيبات السنوات الماضية؟
تفاصيل أكثر حول الموضوع سنتطرق إليها لاحقا في مباشر عبر صفحة العرائش 24 على الفيسبوك
العرائش 24