ألطو الراديو .. صرح يوشك أن يُنسى

بقلم حسام الكلاعي

في أعماق ذاكرة مدينة العرائش، حيث تمتزج الرمال بأصداء التاريخ، يقف “ألـتـو راديـو” شامخًا، رغم تصدّع جدرانه وتآكل روحه بفعل الزمن. كأنّه شيخ طاعن في العمر، يروي بصمته حكايات لا يسمعها إلا من يصغي بروح متأملة.

كانت هذه المحطة ذات يوم نبضًا للحياة، تسري منها الإشارات في الأثير، تحمل الأوامر والأخبار، وتربط المستعمر بالأرض التي ظنّ أنه يملكها، لكنها كانت وما زالت تنتمي لأهلها… للبحر الذي يهمس بأسراره، وللرياح التي تحمل رائحة المدائن العتيقة.

اليوم، تقف البوابة شاهدة على زمن ولى، وأبراجها تلوح للغروب الأخير، تنتظر أن يلتفت إليها من يعيد إليها رونقها، من ينفض الغبار عن صفحات تاريخها، قبل أن تصبح مجرد ذكرى يتناقلها العجائز للأحفاد. ما أكثر الأماكن التي تشيخ قبل أوانها، ليس لأنها فقدت قيمتها، بل لأن العيون التي كانت تراها عظيمة، لم تعد تلتفت إليها.

هل سنترك ألـتـو راديـو يغرق في النسيان، كما نسيَ الزمنُ الذين عبروا أبوابه يومًا؟ أم أننا سنمنحه حياةً أخرى، تجعل منه شاهدًا على أننا لا ننسى ما صنع منا ذات يوم؟ بين الأطلال، يولد الوعي… وبين الجدران المهجورة، تنبض الذاكرة!

شاهد أيضاً

أمسية رمضانية تحتفي بتراث لالة زهرة اليملاحي في العرائش

أمسية “رمضانيات ليكسوس” تحتفي بتراث لالة زهرة اليملاحي في العرائش في ليلة رمضانية زاخرة بالتراث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *