مطار العرائش العوامرة: أول مطار إسباني في المغرب

يُعتبر مطار العرائش “العوامرة” من أبرز المعالم التاريخية في شمال المغرب، حيث يُعد أول مطار إسباني بالمملكة وأحد أقدم المنشآت الجوية في البلاد.

تأسيس المطار ودوره خلال الاستعمار:

في السنوات الأخيرة من العقد الثاني للقرن العشرين، أنشأ المستعمر الإسباني مطارين في المغرب، مطار العرائش “العوامرة” في الشمال ومطار طرفاية “كابو جوبي” في الصحراء المغربية، بالإضافة إلى مطار ثالث في مدينة مليلية المحتلة.

كان الهدف من إنشاء هذه المطارات تعزيز الروابط الجوية بين المغرب وإسبانيا، وتسهيل العمليات العسكرية والمدنية.

أول رحلة جوية:

في 15 أكتوبر 1921، حطّت أول طائرة تابعة للخطوط الجوية الإسبانية من نوع DH9 في مطار العرائش، قادمة من إشبيلية.

حملت الطائرة رسالة من ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر إلى الحاكم العام لمنطقة العرائش، بالإضافة إلى نسخ من جرائد مدريد الصادرة في نفس اليوم، مما أثار دهشة الحضور الذين اعتادوا على وصول الصحف متأخرة بأيام.

التوسع في الخطوط الجوية:

بحلول عام 1923، كانت الخطوط الجوية في المغرب تقتصر على نقاط مثل العرائش، مليلية، الرباط، والدار البيضاء.

وفي عام 1924، انضمت مدن أخرى مثل أكادير وطرفاية، ثم بدأ مطار تطوان عمله في عام 1927.

حوادث مميتة:

شهد خط إشبيلية – العرائش حوادث مأساوية في بداياته، أبرزها:

اصطدام طائرة يقودها الطيار “إيستيكي” بجبل قرب مدينة تطوان.

غرق الطيار “فيلا” في المحيط بسبب نفاد الوقود من طائرته.

يُعد مطار العرائش “العوامرة” شاهدًا على مرحلة مهمة من تاريخ الطيران في المغرب، ودوره خلال فترة الاستعمار الإسباني في تعزيز الروابط الجوية بين المغرب وإسبانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *