بقلم : عبد القادر العفسي
قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) صدق الله العظيم .
شهد يوم الواحد والعشرين من أكتوبر 2024 ارتقاء السيدة “أمينة الوارث” بمدينة العرائش إلى بارئها تعالى ، بعد أن تلقى كل الأحبة لهذه العائلة الكريمة نبأ الانتقال الأبدي بقلوب مؤمنة صادقة بقضاء الله وقدره ، لقد كانت الفقيدة أحدى الأمهات القويات التي ربين أبنائهن على أسس الحب و المحبة و التسامح وقيم الأخلاق و نسجت بأيديها الكريمة خيوطا مضيئة متأصلة في الأبناء و الأحفاد و كتبت بهن بذرتها الطيبة والمبادئ المغربية الأصيلة .
حقا ، إن الفقيدة الحاجة “أمينة الوارث” أم كشمس مقدسة أضاءت الليالي لأسرتها الكريمة بتوضعها و رقتها و سكبت دموعا لأجل زوجها و أبنائها لأجل وطنها لأنها اختارت التمسك بقيم زوجها الفقيد “محمد بديع العمري” رحمه الله التي عجزت الأرحام أن تكرر نفس الشخصية بنفس المبادئ و القيم دون أن يخلف بقيا الحياة الدنيوية ورائه أو يورث أبنائه فضلات الحياة … إن الفقيدة تكشف لنا من خلال التشبث بالعائلة و زوجها الفقيد نوعية المرأة المغربية الأصيلة القديرة ..
حقا ، إن الفقيدة الحاجة ” أمينة الوارث” تمثل شرف الأمومة و الشموخ و لم يسافر إليها اليأس يوما و هي متحملة كل الأعباء في مواجهة كل الاخطاب و المحن و الذي لا يتسع مقال هنا لجرد كل تلك المرحلة الطويلة من الألم أحيانا و من السعادة في أحايين أخرى ..
أيها الأحبة ، أيها الأخوات و الإخوة !
أي برقية وأي رثاء هدا و أي كلمات و حروف و نحن نستحضر هذا المقام العالي !
أيتها الفقيدة المباركة الحاجة ” أمينة الوارث ” نامي قريرة العين و ارقدي بسلام لأصلك و انتمائك و بذرتك الأصيلة ، و أنت علامة كبيرة مضيئة في سماء الأمهات الجليلات تحملين تاريخ زاخر و اسما مخلدا في السماء و الارض و انت تلهمين الكل بالصبر و الكفاح و التربية …
قال تعالى: ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ). صدق الله العظيم