لوحة للفنان العرائشي عبدالقادر حرداف
بقلم : عبد الحميد بريري
أبو عبد الله محمد العربي الساحلي كما ذكره الناصري في الاستقصا أو الحاج العربي الساحلي كما نقله عن صاحب البستان الظريف للزياني من علماء المغرب ، وأحد ممن أوفدهم المولى سليمان العلوي السلطان الزاهد الورع سنة 1226هجرية / 1811 ميلادية مع ابنه المولى إبراهيم إلى الحج وفي نفس الوقت لمناظرة ابن سعود أمير الحجاز حول الحركة الوهابية التي بلغت صداها الآفاق .
وكان من بين العلماء الذين ذكر منهم صاحب الجيش العرمرم الكنسوسي : العلامة القاضي السيد العباس بنكيران الفاسي والفقيه الشريف البركة سيدي الأمين بن جعفر الحسني الرتبي والفقيه المؤقت الصادق الأمين السيد عبد الخالق الوديي ولم يذكر علمنا الذي نحن بصدد التعريف به . والذي ذكره بالاسم الناصري بقوله الفقيه العلامة الشهير أبي عبد الله محمد العربي الساحلي عند حديثه عن حج ابن السلطان ، كما زاد رواية عن صاحب البستان الذي نقل بدوره عن الفقيه أبو العباس احمد بن المكي الزواوي أنه كان الإمام الراتب للمولى سليمان في حله وترحاله باسم الفقيه السيد الحاج العربي الساحلي .
وكان محل ثقة السلطان …. [مخطوط] ويرفع نسبه إلى اليملاحيين أحد أحفاده صاحب “مذكرة الشرفاء اليملاحيون ودورهم في العرائش ” المختار اليملاحي حيث قال عنه ” … وفي هذا المقام نشير إلى الدور العلمي الهام الذي قام به جد والدي المرحوم القاضي العربي المعروف بالكبير اعتبارا لما كان يتمتع به من خصال حميدة ونزاهة مثالية جعلت السلطان مولاي سليمان العلوي …”يختاره للمهام المذكورة له خلال النصف الأول من القرن 19 .
وللإشارة فالأسرة اليملاحية بمدينة العرائش من الأسر العريقة ، حسبما هو مذكور في المراجع التاريخية ولربما من الأسر الأولى التي سكنت مدينة العرائش خلال العصر الحديث حسب اطلاعي المتواضع . الفرع الأول كان قبل تسليم مدينة العرائش للإسبان. لكن هذا الفرع انقرض من المدينة بفعل الطرد الذي تعرض له سكان المدينة أثناء نكبة التسليم سنة 1610 . أما الفرع الثاني وهو بدوره ينتمي إلى نفس الجد يملح ، وهم الذين هاجروا من جبل العلم بعد معركة وادي المخازن إلى قبيلة الساحل ومن تم إلى العرائش ولا يزالون بها اليوم وقد مارسوا خلال هذه الفترة مهام القضاء والخطابة والإمامة في العرائش والهبط .
القاضي العربي اليملاحي إذن من الأعلام الذين ، يجب أن لا تنساهم الذاكرة العرائشية خاصة والذاكرة المغربية عامة لما أسداه لخدمة هذا الدين والوطن ، ولا يكفي أن تسمى إحدى الأزقة بمدينة العرائش لتخليد اسمه وإنما العمل على إبراز هذه الشخصية والتعريف بها للجيل الحالي والأجيال القادمة عبر ندوات ومحاضرات وحمل مِؤسسات عمومية لإسمه .
نتمى مستقبلا التوسع في معرفة هذا العلم كلما توفرت لنا معلومات عنه والله ولي التوفيق