أعرب المركز المغربي للحماية من الابتزاز الإلكتروني عن قلقه الشديد إزاء تزايد ظاهرة الحسابات المزيفة التي تستخدم أسماء وصورا مستعارة، وتستهدف الضحايا في عمليات الابتزاز. يتم استخدام هذه الحسابات غالبًا في استدراج الأشخاص للانخراط في ممارسات جنسية افتراضية وتسجيلهم في وضعيات حساسة مثل ممارسة العادة السرية. وتشير التقارير إلى أن هذه الجريمة تستهدف ضحايا من كلا الجنسين ومختلف الفئات العمرية وتحت دوافع مختلفة.
وقد لوحظ أن المال يعد الدافع الرئيسي لارتكاب هذه الجريمة، حيث يتم استهداف النساء عبر حسابات مزيفة تمثل شخصيات نسائية، ويتم خداعهن وخاصة القاصرات بدعوة الدخول في محادثات مع أشخاص غرباء مقابل مبالغ مالية. يتضمن ذلك المحادثات الحميمة وإرسال الصور والمقاطع الصوتية والبصرية مقابل الحصول على مبلغ مالي محترم، والاتفاق على ذلك منذ البداية عبر وسطاء في عمليات الدعارة.
يحذر المركز المغربي للحماية من الابتزاز الإلكتروني من خطورة التعامل مع الحسابات النسائية في مجموعات الفيسبوك، حيث تتم مراقبة المشاركات ومعرفة وضعية النساء الاقتصادية من خلالها، وذلك لتسهيل تجنيدهن في شبكات الدعارة الإلكترونية تحت مسميات مختلفة. كما يوجد أيضًا أفراد في عصابات الابتزاز يستخدمون حسابات مزيفة لاستهداف النساء، حيث يقومون بالتواصل مع أعضاء المجموعة بزعم وجود شخص ثري يرغب في مساعدة النساء في وضعيات صعبة، ولكن الشرط الأساسي هو تلبية رغباتهم الجنسية.
وتأتي الصدمة للضحايا عندما يتم التواصل وإرسال الصور ومقاطع الفيديو بوضعيات تطلبها الشخص الثري المفترض، ويبدأ عملية الابتزاز، ويتلاشى أمل الحصول على المال وتحسين الوضع المادي، حيث يكتشف الضحية أنها سقطت ضحية للابتزاز وأن الحساب الذي تواصلت معه هو في الواقع نفس صاحب الحساب المزيف أو رقم الواتساب الذي أرسلت له المواد الجنسية.
ويحذر المركز من المجموعات النسائية التي تشجع أعضاءها على النصب والاحتيال تحت شعار “شوفي ليك شي فيكتيم”، حيث يتم التواصل مع الأشخاص بهدف التعارف وممارسة الجنس الافتراضي عبر الكاميرا مقابل إرسال المال. ومع ذلك، لا يتم تسليم الأموال في كل مرة، حيث يقوم بعض الأشخاص بتسجيل شاشة الهاتف أو الحاسوب باستخدام برامج مثبتة على الجهاز، ويتم ابتزاز النساء بصورهن أو التسجيل الصوتي البصري وطلب مبالغ مالية مقابل عدم نشرها وتشويه سمعتها أو مشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي.
تشكل الحسابات المزيفة خطرًا يهدد أمن واستقرار الأسر المغربية على الإنترنت، حيث وصل عدد الحسابات النسائية إلى 5.2 مليار حساب، في حين يبلغ عدد النساء في ال
عالم 3.4 مليار فقط. وبالتالي، يوجد 3.2 مليار حساب نسائي مزيف.
وفي الختام، يحذر رئيس المركز المغربي للحماية من الابتزاز الإلكتروني، السيد محمد بلمهيدي، من هذه الظاهرة الخطيرة ويدعو الجميع إلى توخي الحذر والحرص عند التعامل في العالم الرقمي والابتعاد عن التفاعل مع الحسابات المشبوهة والحفاظ على خصوصيتهم الشخصية ومعلوماتهم الحساسة.