شن” و”طبقة” في البرلمان .. عندما يختلط الحقد بالنقد

‎في البداية الغريبة لولوج عالم صاحبة الجلالة، كان الاحتيال والانتحال باختيار تسمية موقع اسم يوحي للمتلقي أنه ناطق باسم المؤسسة التشريعية، وذلك بعد أن أوصدت أمام صاحب الموقع كل الأبواب التي ولجها، فيما مضى من سالف الأيام في غياب الكفاءة، اللهم استغلال وتوسل القرب وعلاقة مصاهرة عابرة انتهت بانتهاء مصالحه الدنيئة.

‎طرد “شن” من أسمى وكالة إعلامية في البلاد. وإذا أصر على التفاصيل سنؤتيه بها بداية من الحادث المعلوم وهو يستبعد من عتبات وزارة الداخلية، مجبرا على ترك السيارة واستجار طاكسي للعودة من حيث أتى.

‎هو حقد دفين لا يزال يدب في عروقه كما يتضح من هجومه على الداخلية وزيرا ووزارة وعلى كل ما فيه رائحة ماض رديء يظن اليوم أننا لا نتذكر تفاصيله.

‎واليوم وهو يعيش على الريع وعلى فتاته، أصبح يصنع الخربشات الدونكيشوطية عبر “ممثلة” فاشلة سبق وأن كان لها ما يشبه المحاولة لامتهان الفن، لكن الموهبة خانتها. وفي زمن الرداءة، كان من السهل أن تجد لها مكانا يعكس “ملكاتها” الكوميدية، فأصبحت تتفوه بما “عطا الله”، فيما قرينات لها تطأ أقدامهن البساط الأحمر للمهرجانات الفنية ويعانقن التألق والتتويج.

‎والمفارقة أنها توصي الناس اديروها غير زوينة !!!. ويكفي التطلع إلى المحتوى لنقف على القول السائد عند المغاربة: “لا زين لا مجي بكري”. طبعا الحديث هنا عن المحتوى، الذي يظهر أن ما يطغى عليه هو الحقد عوض النقد وتصفية الحسابات بدل توضيح الحقائق وتصويب الهفوات.

‎ “طبقة” هنا هي مكبر صوت “شن”، والتي لم تقنع بعطاء الله، وقررت التطفل والاعتداء على مجال هو أكبر منها بكثير، إلى درجة أنها، وبإيحاء من قرينها، أصبحت تتطاول حتى على قرارات واختيارات سامية محفوظة لأعلى سلطة في البلاد، من قبيل تكليف وزير الداخلية بالأشراف على التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وهنا تكمن قمة قلة الحياء. وكما قال إينشتاين: “الذكاء له حدود، والغباء لا حدود له”.

‎وبحكم أن “شن” الفاشل في كل شيء ماعدا الإيقاع بين الصحافيين الذين تطفل على مجالهم وأحدث فيه الشقاق، فإنه لم يستطع التخلص من خصلة “تشكامت” وتدبيج التقارير الكاذبة للانتقام ممن هم أكثر منه كفاءة وأطهر منه سلوكا وخلقا، معتبرا نفسه ومن معه “حراسا” على كل شيء، مما جعلهم يحشرون أنوفهم في علاقة المؤسسات ببعضها.

‎فبهذه المواقف الرعناء والمثيرة للشفقة، يسعون إلى فرض نوع من الحجر على المجتمع برمته، في تجسيد للتسلط الذي أحدث معه العهد الجديد قطيعة نهائية.

‎وبتجاوزهم هذا لكل الخطوط، وباعتقادهم الواهم أن كل شيء أمامهم متاح، عروا عن عوراتهم، وانكشفت حقيقتهم ككائنات تخطط في العتمة من أجل ابتزاز الدولة ومساومة البلاد والعباد.

‎فقضية ملتمس العفو عن شباب الريف وشباب (زيد) الذي رفعه الأمين العام لحزب الحركة الشعبية إلى جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، باسم برلمان حزب عريق شكل وسيظل مدرسة للوطنية الصادقة وللوفاء لثوابت ومؤسسات الوطن، والذي بدا أنه موضوع مزعج للعملة البوار ل”شن” و”طبقة”، هي قضية تتجاوز فيلات وضيعات وهمسات “شن” و”طبقة”، وحساباتهم الريعية المعروفة، ومن على شاكلتهم من الذين يقتاتون من تكريس التوترات ويحاولون صب الزيت على النار من أجل ضرب التماسك الاجتماعي ووشائج الألفة والأخوة التي تجمع المغاربة من الريف إلى الصحراء بقيادة مؤسستهم الملكية الوطنية والمواطنة.

‎فمتى كانت ملتمسات العفو من السدة العالية بالله تطاولا وعنترية، إلا في مخيلة من ألفوا الاصطياد في الماء العكر، لأن صفاء الأجواء يعاكس عكر نفوسهم.

‎أما الحديث عن الحزب، فأنصح بزيارة عاجلة لطبيب العيون، وتغيير النظارات، لأن حضوره ومواقفه أصبحت تقض مضجع الفاشلين مثلكم وتفضح ممارساتهم وسلوكاتهم البائدة!

لقد أقسم الحركيون أنهم لكم ولأمثالكم متصديون ولتفاهاتكم ورداءتكم محاربون، وسترون في قادم الأيام ما أنتم عنه غافلون.

‎نصيحة لوجه الله إلى الكومبارس الفاشلة” لبسي على قدك يواتيك”، فالبحث عن ملابس فضفاضة قد يعرضك للمزيد من الرياح. وأكررها مرة أخرى: “مواضيع الملتمسات المرفوعة إلى النظر السديد لجلالة الملك كبيرة عليك وعلى اللي همس في أذنيك! خليك في مواضيعك التافهة والمبتزة لأصحاب الجيوب اللي ما تحلاتش ليك ولهاداك اللي قال ليك”.

ول”شن” أقول لقد انتهى زمن صولاتك وجولاتك، فمغرب اليوم ليس هو المغرب الذي كنت تحلم بتحويله إلى مرتع للاحتيال والانتحال. وإذا عدت إلى وقاحتك عدنا إلى تذكيرك بعروضك “المثيرة” في بلاد برلسكوني.
‎(يتبع)

شاهد أيضاً

بعد حادث وفاة مفتشتين بالعرائش .. وزارة التعليم تطلب تقريرًا عاجلًا حول وضعية تنقل المفتشين

في أعقاب الحادث المأساوي الذي أودى بحياة مفتشتين تربويتين خلال مزاولتهما لمهامهما بسيارة مصلحة، وجّهت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *