البوحاطي – الأسبوع
تعيش المدينة العتيقة بالعرائش وضعا مأساويا بعد سنوات طويلة من الإهمال وغياب العناية اللازمة من قبل الجهات المعنية.. فقد تحولت هذه المعلمة التاريخية، التي تختزل قرونا من تاريخ المدينة وحضارتها، إلى قنبلة موقوتة مهددة بالانهيار في أي لحظة، مما يشكل خطرا حقيقيا على سلامة وأمن السكان، وخاصة الأسر التي ما تزال تقطن في منازل متهالكة وآيلة للسقوط في أي وقت.
ورغم الميزانيات الضخمة التي تم الإعلان عنها ضمن برامج ترميم وتثمين المدن العتيقة بمختلف أنحاء المملكة، فإن الواقع الميداني بالعرائش يكشف غياب أي إصلاح فعلي أو تدخل ملموس يوقف نزيف التدهور، فالأزقة الضيقة تغرق في الإهمال، والجدران التاريخية تتهاوى تباعا، بينما تبقى الوعود الرسمية حبيسة الأوراق والاجتماعات دون أثر على أرض الواقع.
ويؤكد عدد من سكان المدينة، أن الخطر بات يهدد حياتهم اليومية، خاصة خلال فصل الشتاء، حين تتسرب مياه الأمطار إلى جدران المنازل القديمة، مما يعجل بانهيارها، كما عبروا عن استيائهم العميق من تجاهل معاناتهم المستمرة، مطالبين بتدخل عاجل لإنقاذ ما تبقى من التراث المعماري والتاريخي للعرائش، الذي يعد جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمغرب.
ويجمع العديد من المهتمين بالشأن المحلي على أن إهمال المدينة العتيقة انعكس سلبا على القطاع السياحي، الذي يعاني أصلا من تراجع واضح بسبب غياب البنية التحتية الأساسية، وضعف خدمات النقل العمومي، وتردي مستوى النظافة، فضلا عن إهمال المعالم الأثرية التي كانت تشكل عنصر جذب للسياح المغاربة والأجانب على حد سواء.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، تتعالى الأصوات المنادية بضرورة تفعيل مشاريع الترميم والتأهيل بشكل جدي ومسؤول، بعيدا عن الشعارات والوعود المؤقتة، حفاظا على ذاكرة المدينة وتاريخها العريق، قبل أن تضيع معالمها تحت ركام الإهمال والنسيان، خصو
العرائش 24