صادقت محكمة الاستئناف بسطات، اليوم الثلاثاء، على الحكم الابتدائي الصادر في قضية الطفلة غيثة التي كانت قد تعرّضت لحادث دهس خطير خلال صيف السنة الماضية بشاطئ سيدي رحال بإقليم برشيد، وهو الحادث الذي خلّف صدمة واسعة لدى الرأي العام.
وقضت هيئة الحكم بتأييد عقوبة 10 أشهر سجنًا نافذًا في حق السائق المتورط في إدخال مركبته إلى منطقة الكثبان الرملية الممنوعة، وهو ما اعتُبر مخالفة صريحة للقوانين المحلية المنظمة لاستعمال الشاطئ. كما فرضت عليه المحكمة غرامة مالية قدرها 500 درهم.
وعلى مستوى التعويضات المدنية، حمّلت المحكمة المتهم مسؤولية جبر الضرر، مُلزمة إياه بأداء تعويض قدره 400 ألف درهم لفائدة الطفلة، تقديرًا لما لحق بها من أضرار جسدية ونفسية بالغة، في حين تم استبعاد شركة التأمين من الملف، مع منح مهلة عشرة أيام للطعن في القرار.
وجاء الحكم اعتمادًا على تقرير الخبرة الطبية المنجز من طرف الدكتور نور الدين هلال، والذي كشف عن خطورة الإصابات التي تعرضت لها الطفلة البالغة من العمر خمس سنوات، حيث سجّل كسرًا في الجمجمة، وورمًا دمويًا، وجرحًا غائرًا في فروة الرأس، إضافة إلى فقدانها للوعي عند وصولها إلى المصحة.
وأشار التقرير ذاته إلى أن غيثة تعاني من عجز كلي مؤقت لمدة 120 يومًا، مقابل عجز جزئي دائم بنسبة 80%، مع اضطرابات نفسية وسلوكية تستدعي علاجًا طويل الأمد، وحصصًا متواصلة من الترويض الذهني والعضلي.
ويُرتقب أن يثير القرار القضائي نقاشًا جديدًا حول سلامة الشواطئ ومسؤولية المستعملين للفضاءات العمومية، في ظل تزايد الحوادث المرتبطة بالتهور في المناطق الساحلية.
العرائش 24