أثار اختيار جماعة عياشة القروية بإقليم العرائش لاحتضان حفل انطلاق الموسم الفلاحي 2025-2026 نقاشاً واسعاً داخل الأوساط السياسية محلياً وجهوياً ووطنياً، خاصة بعد تغيير مكان تنظيم الحدث في آخر لحظة من إقليم وزان إلى إقليم العرائش. هذا التحول المفاجئ أعاد إلى الواجهة تساؤلات عديدة حول خلفيات القرار والجهات التي وقفت وراءه.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن تعديل برنامج الزيارة الوزارية جاء في سياق معطيات سياسية متعددة، حيث تشير رواية أولى إلى أن اختيار العرائش جاء بعد مقترح من طرف الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء نزار بركة، الذي يمثل الإقليم انتخابياً. وتذهب هذه القراءة إلى أن بركة سعى إلى أن يستفيد الإقليم الذي يمثل دائرته التشريعية من هذا الموعد الوطني السنوي، لما يحمله من إشعاع رمزي ومكاسب تنموية محتملة.
في المقابل، تقدم تحليلات أخرى تفسيراً مغايراً، معتبرة أن نقل النشاط إلى جماعة عياشة قد يكون مرتبطاً بتجاذبات سياسية داخل الأغلبية الحكومية. وترى هذه المصادر أن اختيار الجماعة، التي تُعد معقلاً انتخابياً لحزب الاستقلال داخل الإقليم، جاء في سياق حساس تشهده العلاقات بين مكونات التحالف، خاصة بعد توتر المواقف بين قيادات من حزب التجمع الوطني للأحرار ونزار بركة خلال المرحلة الأخيرة.
كما تفيد معطيات متداولة بأن القرار قد اتُّخذ على مستوى قيادات بارزة داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، بهدف توجيه رسائل سياسية في اتجاهات متعددة، من خلال تنظيم حدث وطني كبير في منطقة معروفة بولائها الانتخابي لحزب آخر، وذلك عبر حضور وازن لمسؤولين ومنتخبين من الجهة.
ورغم تعدد القراءات المتداولة حول خلفيات القرار، يتفق مراقبون على أن جماعة عياشة أصبحت خلال السنوات الأخيرة واحدة من الجماعات القروية التي شهدت حضوراً سياسياً متزايداً. كما يعتبر آخرون أن المشاريع المنجزة على مستوى إقليم العرائش، خلال تولي نزار بركة مسؤولية التجهيز والماء، أسهمت في تعزيز موقع الإقليم على مستوى خريطة أولويات عدد من القطاعات الوزارية.
ويبقى اختيار جماعة عياشة لاحتضان انطلاق الموسم الفلاحي حدثاً ذا دلالات متعددة، تتجاوز البعد التنظيمي إلى رهانات سياسية وانتخابية أعمق، في انتظار ما ستُسفر عنه المرحلة المقبلة من تفاعلات داخل المشهد الحزبي والإقليمي.
العرائش 24