لماذا يتغير سلوك الصائم في رمضان في المغرب؟
العرائش 24: المكتب المركزي
رمضان هو شهر الصيام والتعبد والتسامح، لكنه في بعض الأحيان يشهد تغيرات سلوكية لدى بعض الأفراد، حيث يلاحظ في المغرب ميل بعض الصائمين إلى التوتر والعنف، سواء في الشوارع أو في المنازل أو حتى في أماكن العمل. فما الأسباب وراء هذا التحول في السلوك؟ وما رأي المختصين في تفسيره؟
يؤكد المختصون في علم النفس وعلم الاجتماع أن هناك عدة عوامل قد تسهم في تغير سلوك الصائم، منها:
- التغيرات الفسيولوجية:
يؤدي الصيام إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، مما قد يؤثر على المزاج ويزيد من العصبية والانفعال، خاصة لدى الأشخاص الذين اعتادوا على استهلاك الكافيين أو المدخنين الذين يعانون من أعراض انسحاب النيكوتين. - اضطرابات النوم:
بسبب تغيير نمط الأكل والسهر لوقت متأخر، يعاني بعض الصائمين من قلة النوم أو اضطرابه، مما يجعلهم أكثر عرضة للغضب والانفعال أثناء النهار. - الضغط النفسي والتوتر:
يرافق رمضان تغييرات في الروتين اليومي، وزيادة في المسؤوليات الأسرية والاجتماعية، مما قد يسبب ضغطًا نفسيًا، خاصة لمن يواجهون صعوبات اقتصادية أو اجتماعية. - عادات ثقافية واجتماعية:
في المغرب، كما في بعض الدول العربية، يرتبط شهر رمضان بحركة مكثفة في الأسواق والطرقات، مما يزيد من الاحتكاك بين الناس، ويؤدي أحيانًا إلى مشادات كلامية أو جسدية، خصوصًا قبيل موعد الإفطار حيث يكون الجميع في حالة من التوتر والاستعجال. - التأثير الجماعي والمحيط العام:
عندما يكون العنف أو العصبية سلوكًا شائعًا في بيئة معينة، فقد يصبح رد الفعل العنيف “مقبولًا” أو حتى “مبررًا”، مما يؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة بشكل أكبر خلال رمضان.
كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة؟
لحل هذه المشكلة، ينصح المختصون بعدة استراتيجيات، منها:
- تعزيز الوعي: نشر ثقافة التسامح والصبر عبر وسائل الإعلام والمساجد والمدارس.
- إدارة الغضب: ممارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء لتخفيف التوتر.
- تحسين نمط الحياة: الحصول على نوم كافٍ، وتقليل استهلاك المنبهات قبل رمضان، والحفاظ على نظام غذائي متوازن.
- تنظيم الوقت: التخطيط للأنشطة اليومية لتجنب الضغط والتوتر الزائد.
- التذكير بالهدف الروحي للصيام: استحضار قيم رمضان الحقيقية مثل الصبر والتسامح وضبط النفس.
على الرغم من أن بعض الصائمين قد يعانون من العصبية والتوتر خلال رمضان، إلا أن هذا لا ينبغي أن يكون مبررًا للسلوك العنيف. بل على العكس، يمكن أن يكون الشهر الكريم فرصة لضبط النفس وتحسين السلوكيات، إذا تم التعامل معه بالوعي والإرادة.