ندرة اليد العاملة تهدد الموسم الفلاحي في حوض اللوكوس

ندرة اليد العاملة تهدد الموسم الفلاحي في حوض اللوكوس

يواجه فلاحو حوض اللوكوس بإقليم العرائش أزمة متفاقمة بسبب النقص الحاد في اليد العاملة، مما يهدد السير الطبيعي للموسم الزراعي في منطقة تُعد من أبرز الأحواض الفلاحية بالمغرب. وتشمل هذه الصعوبات عدداً من الأنشطة الضرورية كتنقية حقول الشمندر السكري من الأعشاب الضارة، والعناية بالزراعات الربيعية مثل الحمص والفاصوليا، بالإضافة إلى خدمة أشجار الزيتون.

هذا الوضع أدى إلى قلق واسع في صفوف الفلاحين، خصوصاً أن المرحلة الحالية من الموسم تتطلب تواجداً مكثفاً للعمال. ويؤكد عدد من الفلاحين أن عزوف اليد العاملة عن الاشتغال في الضيعات المتوسطة والصغيرة يدفع البعض إلى التفكير جدياً في تقليص مساحات مزروعاتهم أو التخلي عنها مستقبلاً.

ويعزى هذا التحول إلى تركز عدد كبير من العمال في الضيعات الكبرى لزراعة الفراولة والفواكه الحمراء، خاصة في منطقة العوامرة، حيث تُوفر ظروف عمل أكثر استقراراً وأجوراً يومية تتراوح بين 80 و100 درهم. هذه الوضعية خلقت منافسة غير متكافئة بين الضيعات الكبرى والصغرى، مما أضعف قدرة الفلاحين الصغار على مواصلة نشاطهم.

من جهة أخرى، يرى عدد من العمال أن انتقالهم إلى العمل في ضيعات الفواكه الحمراء منحهم فرصاً أفضل من حيث الدخل والاستمرارية، حتى وإن كان التنقل اليومي مرهقاً. ويؤكدون أن هذه التجربة وفّرت لهم نوعاً من الاستقرار الذي يفتقدونه في باقي الأنشطة الفلاحية الموسمية.

وفي ظل هذا السياق، يُطالب مهنيون بضرورة إعادة النظر في هيكلة القطاع الفلاحي محلياً، من خلال وضع آليات لتوزيع اليد العاملة بشكل متوازن وتحفيز الفلاحين الصغار، بما يضمن استمرارية تنوع الأنشطة الزراعية ويحد من تركزها في قطاعات محدودة.

شاهد أيضاً

إقليم العرائش يحتضن الدورة الـ13 لمهرجان “ماطا” المصنف تراثًا لاماديًا لدى الإيسيسكو

إقليم العرائش يحتضن الدورة الـ13 لمهرجان “ماطا” المصنف تراثًا لاماديًا لدى الإيسيسكو تحت الرعاية الملكية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *