المحكمة الابتدائية بالعرائش تنظم مائدة مستديرة حول السلامة الطرقية تحت شعار “مدونة السير دعامة أساسية لتحقيق الأمن الطرقي”
العرائش 24 – أنوار العسري
في إطار الاحتفاء باليوم الوطني للسلامة الطرقية، نظمت المحكمة الابتدائية بالعرائش يوم الثلاثاء 18 فبراير 2025 مائدة مستديرة تحت شعار “مدونة السير دعامة أساسية لتحقيق الأمن الطرقي”. حضر اللقاء نخبة من المسؤولين القضائيين، رجال الأمن، الفاعلين في المجال الطرقي، وممثلي المجتمع المدني، وذلك بهدف مناقشة سبل تعزيز السلامة الطرقية والحد من حوادث السير.
كلمات توجيهية تؤكد أهمية التعاون الجماعي

افتتحت الجلسة بكلمات توجيهية ألقاها عدد من المسؤولين، حيث أكدت السيدة رئيسة المحكمة الابتدائية على الدور المحوري للمنظومة القانونية في ضبط السير وتعزيز السلامة الطرقية. من جانبه، شدد السيد وكيل جلالة الملك على ضرورة تفعيل القوانين ورفع مستوى الوعي المجتمعي للحد من الحوادث. كما أبرز الدكتور عادل بنسوسي، نائب رئيسة المحكمة ومسير الندوة، أهمية التطبيق الصارم لمدونة السير في تحقيق الأمن الطرقي.
وتناولت الأستاذة جهان بن خليفة، نائبة رئيسة المحكمة، دور القضاء في معالجة القضايا المرتبطة بحوادث السير، بينما تطرق السيد أكرم بنصالح، نائب وكيل الملك، إلى الإطار القانوني للمخالفات وأهمية الردع في تقليل الحوادث.
مشاركة وازنة لرجال الأمن

عرفت المائدة المستديرة مشاركة فعالة لممثلي الأمن الوطني، حيث أكد السيد رئيس المنطقة الإقليمية للأمن الوطني على انخراط جهاز الأمن في جهود تعزيز السلامة الطرقية عبر التوعية والمراقبة المستمرة. كما استعرض السيد زكريا، قائد شرطة السير، الإجراءات الأمنية المتبعة لمراقبة السير، بينما تحدث السيد مصطفى باها، رئيس الدائرة الثانية للأمن الوطني، عن دور التنسيق بين مختلف الفاعلين لضبط المخالفات المرورية وتطبيق القانون.
نقاشات علمية ومداخلات متميزة

شهد اللقاء مداخلات قيمة أثرت النقاش، حيث قدم السيد محمد حميق، رئيس مصلحة قسم الحوادث، إحصائيات حول الحوادث وأسبابها الرئيسية، مع إشارة إلى وضعية شوارع وأزقة المدينة. كما تحدث الأستاذ نور الدين الحيدي، نائب وكيل الملك، عن الجانب القانوني للسلامة الطرقية وضرورة تشديد العقوبات على المخالفين.
من جهته، تناول السيد هشام الخلالي أهمية التوعية في المدارس وأماكن العمل لتعزيز ثقافة السلامة الطرقية، بينما تطرق السيد إيديري محمد العربي، النائب الأول لوكيل الملك، إلى الجانب الزجري في مدونة السير ودوره في تقليل نسب الحوادث، مع الإشارة إلى مشاكل البنية التحتية ودور التنشئة الاجتماعية في تعزيز الوعي الطرقي.
كما شدد السيد محمد بلمهدي، ممثل المجتمع المدني، على دور الجمعيات في التحسيس والتوعية بمخاطر الطريق، فيما قدم رئيس المصلحة الإقليمية لـ NARSA عرضًا حول مستجدات مدونة السير وآليات تنفيذها، مؤكدًا أنها تشكل دعامة أساسية في تحقيق السلامة والأمن الطرقي.
عرض تجارب دولية ناجحة

تم خلال اللقاء تقديم عرض حول تطور ومؤشرات السلامة الطرقية على الصعيد الدولي حسب منظمة IRTAD، حيث سلط الضوء على التجارب الناجحة عالميًا في الحد من حوادث السير، مما أثرى النقاش وأعطى بعدًا مقارنًا لجهود المغرب في هذا المجال.
ختام اللقاء بتأكيد على المسؤولية الجماعية
في ختام اللقاء، أعربت السيدة رئيسة المحكمة الابتدائية والسيد وكيل جلالة الملك عن شكرهما العميق لكل الحاضرين، مؤكدين على ضرورة مواصلة الجهود الجماعية لتعزيز ثقافة السلامة الطرقية. وأكد المشاركون أن احترام القانون هو السبيل الأمثل لضمان أمن وسلامة المواطنين على الطرقات، مشددين على أن السلامة الطرقية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع، من سلطات قضائية وأمنية، مجتمع مدني وإعلام، من أجل نشر الوعي وتعزيز ثقافة احترام مدونة السير.
هذا اللقاء شكل محطة هامة للنقاش والتفكير المشترك حول سبل تحقيق الأمن الطرقي، حيث تم التأكيد على أن ضمان سلامة مستعملي الطريق يتطلب تعاونًا واسعًا وتطبيقًا صارمًا للقوانين، بما يسهم في حماية الأرواح وتقليل مخاطر الطريق.
صور من اللقاء








