الموسم الصيفي بالعرائش، شروط الفشل موجودة

بقلم جمال السباعي

أهمية السياحة الشاطئية في المدن الساحلية لا يمكن إنكارها. تعتبر الشواطئ المثالية والجميلة مقصدًا رئيسيًا للسياح والسكان المحليين على حد سواء خلال فصل الصيف. ومن بين هذه المدن الساحلية تتواجد مدينة العرائش، التي تتميز بشواطئها الرملية الرائعة ومناظرها الخلابة. ومع ذلك، يواجه العرائش حاليًا تحديات جوهرية تؤثر على نجاح موسمها الصيفي وتعيق جاذبيتها كوجهة سياحية.

أحد أهم العوامل التي تؤثر في نجاح السياحة الشاطئية هو جمالية المكان وتنظيمه وسهولة الوصول إليه. ومع ذلك، تشهد شواطئ العرائش تدهورًا في هذا الصدد. فمنع القوارب السياحية وانعدام سيارات الأجرة الكبيرة وسيارات النقل المزدوج سيؤدي إلى تقليل إمكانية الوصول إلى الشواطئ بشكل مريح. السيارات الخاصة هي الخيار الوحيد المتاح حاليًا، وهو خيار غير متاح للجميع، سواء كانوا سكانًا محليين أو زوارًا للمدينة، حيث لم يبقى أمام فئة عريضة إلا حافلات عمومية لا تتوفر فيها اية شروط نقل سوى أنها تسير على الطريق.

هذه الحافلات تواجه العديد من المشاكل، التي تجعلها غير جذابة للسائحين الذين يرغبون في زيارة شواطئ العرائش، وإضافة إلى تلك الحافلات، فغياب المحطات المجهزة بعوامل الراحة والتنظيم يصعب من اعتماد هذه الوسيلة واستخدامها لقضاء يوم صيفي في شواطئ المدينة، وبالتالي يؤثر على حركية السياحة الشاطئية في العرائش.

تلك الشروط الضرورية سيكون لها تأثير كبير على حركة السياحة في شواطئ العرائش خلال الموسم الصيفي، حيث يعتمد العديد من الأشخاص على هذا الوقت لتحسين وضعهم المالي. وبالتالي، يجب إيجاد حلول مؤقتة وفورية لهذه المشكلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

منح تراخيص مؤقتة لسيارات الأجرة الكبيرة وسيارات النقل المزدوج وتحديد مجطات لها يمكن أن يكون حلاً مؤقتًا لتيسير وصول الناس إلى الشواطئ. ومع ذلك، يجب أن يتم العمل على إيجاد حلول دائمة وشاملة لتنشيط السياحة الشاطئية في العرائش على مدار السنة.

على المستوى المحلي، يمكن للسلطات المعنية في العرائش العمل على تطوير البنية التحتية السياحية، وتحسين وتجهيز المحطات وتسهيل الوصول إليها، كمايجب أن يتعاون القطاع العام والخاص لتوفير خدمات النقل المريحة والمنظمة للزوار. بالإضافة إلى ذلك، يجب التركيز على تحسين جودة الخدمات والمرافق المتاحة على الشواطئ، مثل إقامة محطات حافلات مجهزة ومريحة وتوفير الخدمات الأخرى مثل الحمامات العامة والمراكز التجارية ولو صغيرة والمطاعم.

بالنهاية، يجب أن يكون هناك رؤية استراتيجية طويلة الأجل لتطوير السياحة الشاطئية في العرائش، وتعزيز الجوانب الجمالية والتنظيمية وسهولة الوصول إلى الشواطئ. يمكن أن تكون هذه الجهود مفتاحًا لتعزيز اقتصاد المدينة وجذب المزيد من الزوار على مدار السنة، بدلاً من الاعتماد فقط على الموسم الصيفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *