العرائش 24
مقالات مشابهة
توتر إداري غير مسبوق داخل عمالة العرائش يهدد توازن المؤسسة الترابية
تشهد عمالة إقليم العرائش، خلال الآونة الأخيرة، حالة من التوتر غير المسبوق داخل دواليبها الإدارية، وذلك على خلفية تصاعد حدة الخلاف بين عامل الإقليم، العالمين بوعصام، والكاتب العام للعمالة، في مشهد بات يثير قلق العديد من المتتبعين للشأن المحلي.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذا التوتر يعود إلى ما اعتُبر “سلوكاً متجاوزاً” من قبل الكاتب العام، الذي يحاول – بحسب ذات المصادر – فرض أسلوب في التسيير لا ينسجم مع الرؤية التدبيرية لعامل الإقليم، المعروف بنزاهته وتفانيه في خدمة الصالح العام، ومقاربته الرصينة في التعاطي مع ملفات التنمية بالإقليم.
العامل العالمين بوعصام، الذي يحظى باحترام واسع من قبل الفاعلين المحليين، عمل منذ تعيينه على تعزيز الحكامة داخل العمالة، وتنزيل مشاريع تنموية مهمة، إلى جانب تبني مقاربة لإصلاح الإدارة وتأهيل بنياتها، عبر تغييرات طالت مناصب ظلت لسنوات بعيدة عن المراقبة.
إلا أن الأجواء داخل المؤسسة العمومية بدأت تتغير، بعد تعيين الكاتب العام الحالي، القادم من عمالة سطات، والذي وُجهت إليه اتهامات بمحاولة التعدي على اختصاصات العامل، وممارسة ضغوط داخلية أثرت على مناخ العمل، وصلت إلى حد المقاطعة العلنية خلال الاجتماعات الرسمية، والتدخل بأسلوب غير مألوف في علاقة رئيس بمرؤوس.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتدت هذه السلوكات – بحسب نفس المصادر – إلى بعض رؤساء الأقسام، خاصة المحسوبين على الكاتب العام، حيث سجلت حالات خروج عن اللباقة في التعامل مع العامل، من بينها ما وقع مؤخراً خلال اجتماع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حينما رد رئيس قسم العمل الاجتماعي بطريقة وُصفت بأنها “غير مسبوقة وغير لائقة”.
هذه الوضعية المتوترة تطرح تساؤلات جدية حول مستقبل التنسيق الإداري داخل عمالة الإقليم، وسط دعوات بضرورة احترام التراتبية الإدارية، والتدخل لضمان السير الطبيعي للمؤسسة بما يخدم المصلحة العامة.
ويبقى الأمل معقوداً على حكمة الجهات الوصية لإعادة التوازن إلى هذه المؤسسة الحيوية، حتى لا يدفع الإقليم ثمن صراع غير مبرر بين مسؤولين يفترض فيهما التكامل لا التنازع.
